|
جَبَانٌ عَصْرُ مَنْ يَحْمِيهُ جَارُ |
فَلاَ تَجْهَرْ بِحُزْنِكَ يَا "نِزَارُ" |
وَ لاَ تَتْرُكْ لِغَفْلَتِنَا دِيَاراً |
تُؤَانِسُنَا..وَ قَدْ عَفَتِ الدِّيَارُ |
وَحِيدًا.. تَسْتَغِيثُ بِكَ المَنَايَا |
وَ لاَ جَارٌ يُغِيرُ..إِذَا أَغَارُوا |
وَحِيدًا..وَ البِحَارُ تَرَاكَ حُرًّا |
وَ تَأْسَرُكَ المَعَابِرُ وَ الدَّمَارُ |
نُشِيرُ إِلَيْكَ بِالأَشْفَارِ جُبْنًا |
وَ مَا قَلْنَا لََنَا: عَيْبٌ وَ عَارُ |
وَ لَيْسَ لَنَا سِوَاكَ يُعِيدُ مَجْدًا |
وَ مِنْ بَيْنِ الدِّمَارِ تَلُوحُ دَارُ |
+++ +++ |
فَمِنْ مَعْنَاكَ مَا فَتِئَتْ رِجَالٌ |
هُمُ المُسْتَضْعَفُونَ بِغَيْرِ حَقٍّ |
وَ مِنْ أَغْلاَلِهِمْ لِلحَقِّ سَارُوا |
كَأَنَّهُمُ الصَّوَاعِقُ نَازِلاَتٌ |
أَوَ انَّهُمُ الزَّلاَزِلُ وَ الحِجَارُ |
بِقَلْبٍ لاَ يُسَدُّ لَهُ وَرِيدٌ |
وَ جُرْحٍ لاَ يُشَقُّ لَهُ غُبَارُ |
وَ عَزْمٍ فِي الخٌرُوجِ وَ لاَ رُجُوعٌ |
وَ كَرٍّ.. في الدُّخُولِ..وَ لاَ فِرَارُ |
تُحِيطُ بِكَ الجُيُوشُ..وَ فِي المَنَايَا |
تَرَى وَطَنًا.. وَ لَيْسَ لَكَ الخِيَارُ |
+++ +++ |
فَكَيْفَ تَرِيدُ أَنْ تَبْقَى عَزِيزًا |
وَكَيْفَ يُجَارُ مَنْ دَمُهُ نَبْيٌّ |
وَ فِي الظَّلْمَاءِ دَومًا يُسْتَجَارُ؟ |
وَ هَلْ يَكْفِيكَ فِي الدُّنْيَا "قِطَاعٌ" |
وَ فِي عَيْنَيْكَ يَلْتَئِمُ المَدَارُ؟ |
+++ +++ |
أَصَابَتْكَ العُيُونُ بِأَلْفِ سَهْمٍ |
تُرَابٌ..غَيْرَ أَنَّكَ..فِيكَ تِبْرٌ |
وَ طِينٌ.. غَيْرَ أَنَّكَ..مِنْكَ غَارُ |
فَلاَ وَطَنٌ يَدُلُّ عَلَيْكَ حَيَّا |
وَ لاَ مُدُنٌ..وَ لاَ قَبْرٌ يُعَارُ |
كَأَنَّكَ قَادِريُّ العِشْقِ..نَجْمٌ |
لَهُ فِي كُلِّ سَارِيَةٍ مَزَارُ |
+++ +++ |
فَلاَ تَفْرَحْ إذَا بَكَتِ المَرَايَا |
وَ لاَ تَعْبَأْ لِطَارِقَةِ اللَّيَالِي |
يُغَلِّفُهَا الكَلاَمُ المُسْتَعَارُ |
لَهَا فِي كُلِّ حَالِكَةٍ دُرُوبٌ |
وَ فِي كُلِّ الدُّرُوبِ لَهَا شِعَارُ |
وَ أَطْفَالٌ تَمُوتُ..وَ لاَ أَنِينٌ |
وَ أَشْبَاحٌ تَمُوءُ..وَ لاَ حِوَارُ |
وَ رَانٌ فِي المِدَادِ لَهُ سَوَادٌ |
وَ حِقْدٌ فِي الحُرُوفِ لَهُ خُوَارُ |
+++ +++ |
بَنَوا مِنْ طِينِ غَفْلَتِنَا بُرُوجًا |
وَ بَاعُوا فِي المَزَادِ دَمًا عَزِيزًا |
بِبَخْسِ الأُمْنِيَاتِ..وَ مَا أَجَارُوا |
وَ سَارُوا فِي دُرُوبِ التِّيهِ دَهْرًا |
عَلَى الأَشْلاَءِ..فأنتَصَر َالدَّمَارُ |
لَهُمْ فِي الظُّلْمِ أَعْمَارٌ طِوَالٌ |
وَ فِي الظُّلُمَاتِ أَحْلاَمٌ قِصَارُ |
وَ مِنْ كَلِمَاتِهِمْ تَثِبُ المَنَايَا |
عَلَى المُسْتَضْعَفِينَ..بِمَا أَثَارُوا |
وَ كَانُوا فِي الحُرُوبِ رُؤُوسَ خِزْيٍ |
وَ فِي دَرَكٍ مِنَ الأَحْزَانِ..صَارُوا |
فَأَسٌْقَطَتِ الجِرَاحُ لَهُمْ قِنَاعًا |
وَ عَنْ شُبُهَاتِهِمْ رُفِعَ السِّتَارُ |
فَمَا بَكَتْ السَّمَاءُ عَلَى يَمِينٍ |
يُمَنِّيهُمْ..وَ لاَ انْتَفَضَ اليَسَارُ |
+++ +++ |
أَدَارُوا لِلجِرَاحِ ظُهُورَ شَكٍّ |
فَلَمْ يَجِدُوا لِغَيْرِ اللَّهِ بَاباً |
يُجِيرُ التَائِهِينَ..فَمَا اسْتَجَارُوا |
وَ دَارًا لاَ تُحِيطُ بِهَا الحَنَايَا |
وَ قَلْبًا لاَ يُطِيحُ بِهِ الشِّجَارُ |
يَسُوقُ إِلَى الجِنَانِ فُلُولَ قَوْمٍ |
فَتَبْتَسِمُ السَّلاَسِلُ وَ الغِرَارُ |
+++ +++ |
أَحُلْمُ القَادِمِينَ دَمٌ رَخِيصٌ؟ |
أَأَنْسَاقٌ تُكَبِّلُهَا المَرَايَا؟ |
أَأَشْوَاقٌ يُعَذِّبُهَا المَسَارُ؟ |
أَأَحْلاَمٌ تَئِنُّ..وَ لاَ سَبِيلٌ؟ |
وَ أَشْجَارٌ تَحِنُّ..وَ لاَ ثِمَارُ؟ |
أَأَسْيَادٌ وَ يَأْمُرُهُمْ عَبِيدٌ؟ |
وَ أَحْرَارٌ وَ يَأْسَرُهُمْ سِوَارُ؟ |
وَ تُجَّارٌ بِأَشْلاَءِ الصَّبَايَا |
وَ ثُوَّارٌ..وَ لَيْسَ لَهُمْ قَرَارُ؟ |
وَ أحْبَارٌ إِلَى الفَتْوَى..سِرَاعًا |
وَ أَنْصَارٌ..وَ فَاتَهُمُ القِطَارُ؟ |
+++ +++ |
فَمَا بَالُ القَصَائِدِ لاَ تُمَنِّي |
وَ مَا بَالُ السَّفِينَةِ فِي حِدَادٍ |
وَ تَنْبُذُهَا المَوَانِئُ وَ البِحَارَُ |
مَا بَالُ الحَمَامِ يَذُوبُ شَوْقًا |
وَ يَخْجَلُ أَنْ تَبُوحَ بِهِ القِفَارُ |
+++ +++ |
لأَنَّكَ بِالحُرُوفِ تَضِيقُ ذِرْعاً |
وَ أَنَّكَ لاَ تَعِيشُ سِوَى لِجُرْحٍ |
يُكَلِّلُ مَجْدَهُ نُورٌ وَ نَارُ |
وَ أَنَّ النُّورَ فِي فَمِكَ ابْتِهَالٌ |
وَ أَنَّ النَّارَ فِي دَمِكَ انْتِصَارُ |
وَ أَنَّ المَوْتَ مُحْتَقَرٌ..صَغِيرٌ |
يَخَافُ أَنِينَهُ النَّاسُ الصِّغَارُ |
+++ +++ |
فَإنْ أَخْفَتْ لِقُوتِ غَدٍ ظَلاَماً |
وَ بَعْدَ غَدٍ..تَتُوقُ إِلَى المَرَايَا |
قُلُوبُ العَاشِقِينَ بِمَا أَنَارُوا |
وَ بَعْدَ غَدٍ مُسَامَرَةٌ..وَ كَأْسٌ |
تُغَازِلُ دَفْقَ خمْرَتِهَا الجِرَارُ |
وَ أسْرَابٌ تَفِيضُ بِأَلْفِ حَرْفٍ |
وَ أَسْرَارٌ يَبُوحُ بِهَا الجِدَارُ |
فَشُقَّ طَرِيقَ مَجْدِك للثُّرَيَّا |
وَ دُمْ فِي العِزِّ مَا بَقِيَ الحِصَارُ |