حماس والإمتحان الصعب
زياد عبد القادر_
بات من الواضح أن اتساع قاعدة حماس الشعبية وتأثيرها في الشارع الفلسطيني قد شكل خطراً حقيقياً على حركة فتح المتمثلة بالسلطة الوطنية الحاكمة فبعد أن كانت فتح هي الحركة الأوسع إنتشاراً والمتفردة بالقرارات المصيرية التي تخص القضية الفلسطينية جاء من يخطف منها المبادرة ويزاحمها على تفردها في إتخاذ القرار في الشارع الفلسطيني .
صحيح أن حركة حماس حديثة عهد بالنسبة لحركة فتح الأم في عمرها النضالي لكنها إستطاعت وبجدارة منافسة الحركة الأم باكتساب تأييد الشارع الفلسطيني لها وبانتزاع التفرد الفتحاوي في القرار وهذا النجاح الكاسح قد وضع حماس امام خطر يتهددها وما رفض اسرائيل وامريكا مشاركة حماس في الانتخابات التشريعية الا خوفا من التاييد الكاسح الذي تحظى به .
إسرائيل لن تترك حماس بحالها في ظل هذا التاييد الذي يشكل خطرا على اهدافها وسوف تقوم بحملة شرسة ضد حماس لانتزاع سلاحها بحجة ان قطاع غزة تحرر ولا داعي لوجود اسلحة ومقاومة بل سيادة القانون المتمثل بالسلطة الوطنية (حركة فتح)
وهذا المنطق الاسرائيلي لن يروق لحماس بأن تتخلى عن سلاح المقاومة وتنفذ لشارون ما يريد بل ستأكد على بقاء سلاح المقاومة بحوزتها مهما حصل وتحت كل الظروف .
هذا الخيار الذي ستتمسك به حماس وهو التمسك بسلاح المقاومة سيضعها امام تحديات صعبة جدا في الايام المقبلة وسوف يتم التحرش بها حتى تستعمل السلاح في غير محله!! الامر الذي سيؤدي الى حشد إعلامي جماهيري عربي فلسطيني ضد حماس لنزع سلاحها واعتبارها حركة متمردة وسيتم الضغط عليها بعدم مشاركتها في الانتخابات المقبلة حتى تتخلى عن سلاحها .وغير ذلك من اوراق الضغط الكثيرة التي سيتم ممارستها على الحركة . وقد صدقت حماس عندما قالت أن هناك مؤامرة تشترك بها قوى إقليمية ومحلية ضدها . ويبدو أن حماس واعية لما يدور حولها بعد هذا التصريح ولكن الوعي وحده لن يجدي إذا ما اتخذت حماس خطوات حذرة ومدروسة في كيفية التعامل مع هذا التصعيد المغرض الذي يتهددها . لأن أي خطأ وسوء تقدير في هذا الوقت بالذات سينعكس بصورة لن تحمد عقباها على الحركة .
والسؤال هو: كيف ستتعامل حركة حماس مع هذا التصعيد الجديد وكيف ستواجه الضغوطات والتحرشات القادمة التي تنتظرها !!! .
نقلاً عن عرب تايمز