المتصفح للتاريخ العربي يدرك عمق التحديات التي واجهت امتنا في ذلك الوقت وعلى جميع الاصعدة , فكلنا نعلم ان اغلب الدول العربية قد مرت بها ويلات وكوارث تركت اثارها بالطبع على المجتمعات انذاك لكن المبرر هنا ان هذه الكوارث والمآس كان سببها طمع ا لغرباء بأرضنا وثرواتنا وهذا ما حاصل حتى هذه اللحظة , لكن الموجع اليوم بحق هو ان البلاء ياتينا من ابناء جلدتنا حتى انقلب معنى المثل المعروف الذي يقول
(انا واخي على أبن عمي وانا وابن عمي على الغريب ) ليصبح
(انا والغريب على اخي وابن عمي ) … والدليل هو موقف اصحاب القرار من العرب تجاه ماحصل في العراق تحديدا والموقف العربي المتخاذل معه وخصوصا من حكام الخليج الذين انطلقت من اراضيهم الصواريخ الامريكية لضرب واحتلال بلد عربي ومسلم وانا هنا لا اتهم الشعوب العربية لاني افهم تماما ان الشعوب اكثر مايمكن ان تفعله هو الخروج بمظاهرات غاضبة لكن للاسف دون فائدة تذكر ….! وماحصل اخيرا في غزة وموقف الرئيس المصري الامبارك ولا غرابة .. فهو عراب الخونة مع مرتبة القرف وماحصل في لبنان والسودان وفلسطين ووو ...
لكن اليس من الواقع الان ان نعترف بأن سبب بلائنا كأمة هو من ابناء الامة نفسها بعد ان تراجع حال امة كانت هي اول من اشرقت شمسها في فجر التاريخ وهي امة العلماء والمفكرين والفلاسفة ووووو الخ ,
اليس العرب اليوم ببطشهم وجورهم على ابناء امتهم هم اشد مضاضة ً من العدو الغريب الطامع ..؟
وهل كان للعدو ان يرتكب معنا هذه ا لافعال لولا علمه المسبق وتأكده بحالنا المتشرذم والعداء فيما بيننا بل وعلمه بأن العرب هم اول من سيصفق ويؤيد ذاك العدوان والاغتصاب لاراضي اخوتهم ..؟
ماذا فعل العرب بعد احتلال العراق عفوا تحريره بنظرهم بعد ان هنئوا مجلس الحكم العميل بل وبعضهم من اعترف به ووعد ان يفتح سفارته بالمنطقة الخضراء التي تقطنها المخابرات الامريكية والصهيونية على حد سواء .. ؟ بدل المساهمة الجدية والفعالة في دعم مقاومته بعد ان كان هذا البلد العريق هو البوابة الشرقية للامة وكان حائط الصد والدفاع عن العرب اجمع
وماكان موقفهم من حرب لبنان الاخيرة وحزب الله و ماكان موقفهم اصلا من احتلال ايران للجزر العربية الثلاث واحتلال الجولان ..؟ وضياع فلسطين وحقوقها بالكامل وبمباركة عربية هذا كله على الصعيد السياسي .. اما عن الصعيد الا جتماعي والا نساني كشعوب فتجد ان العرب لا يثقون بتعاملهم مع بعضهم البعض بل ويستمتع البعض منهم بذل الاخر في الحصول على الفيزة وفي المطارات وايجارات المسكن واستغلال حاجته الماسة الى العمل مقابل اجر زهيد جدا لا يكفي قوت يومه حتى مع ان الكرم اكثر من حاتمي مع الغريب الذي يحمل الجواز الاجنبي ماعدا لغة الشتائم والاتهامات والمهاترات الفاضية الكلام موجع بحق وانا احاول ان اختصر الفظائع المؤسفة والمخجلة والمبكية لحالنا واتسأل بحرقة السنا بحاجة الى اعادة تقويم سلوكنا مع بعضنا كعرب واعادة توثيق تلك الروابط التي تجمعنا كأمة عربية مايجمعها اكثر مما يفرقها ولمَ كل هذا التحامل والضغينة والعداء بيننا وكأننا كعرب لا نقدر الا على بعضنا البعض وماهو اختلاف العراقي عن اليمني عن السوري عن السعودي وماهو فرق الشيعي عن السني بعد ان جمعهم الدين الواحد والكتاب الواحد والقبلة الواحدة والنبي الواحد ؟ لما لا نجعل قوتنا في اتحادنا وننبذ الفتن والفوارق والانانية التي نشرنا بذرتها في انفسنا قبل ان ينثرها العدو ..؟ لم َ لا يكون الاحترام والمحبة هو شعا ر تعاملنا مع بعضنا..؟ بعد ان انطبقت علينا عبارة توقفت عندها طويلا وتقول
(ماتت قلوب الناس ماتت بنا النخوة يمكن نسينا في يوم ان العرب اخوة )
وفعلا هذه العبارة اصابت الجرح بعمق ولكني اتمنى ان تكون ضمادته كذلك..