تحية معطرة بأريج الورد وعطور الكون الراقية
أقدم لكم اعتذاري عن الغياب، لأشكر كلّ من سأل عني في غيابي
وأعود بنصٍ متواضع، لا يرقى إلى رفعة أقلامكم الزاهية..
من بين عينيك نمت أشواقٌ أرسلتها لي رسولاً، زرعتُ بذورها بحبّ بين نفحات صدري المتخم باسمك، الذي انغرس فيّ وصار شجرة عمرها آلافَ السنين.
فمن بحر حبّك، تلتقط روحي كل مكامن العشق الخافي والمُعلن..أستيقظ كل صباحٍ على دفء صوتك الهامس، وهو يحكي لي حكاية، قبل أن أفتح جفوني لأرى صبحي متلوناً بألوان طيفك المخمليّ، لتتقلّب أنوثتي بدلالٍ، ويبتسم لي عمري القادم، فأهمس لنفسي بيني وبينها:
- هو ذا حبيبكِ الجميل..والذي انتظرته قبل أن يولد..وقفتِ تحرسين رحم أمه، تدفئينه بحنانكِ، وتعجنين أنفاسكِ الغضّة بمسامات جلده الطفوليّ، وهو في داخلكِ ينمو ويكبر، مثل عنقودٍ، قد تعلّق بأدق غصنٍ في قلبكِ الممتلئ به !
هذا هو زمان الحبّ،بكلّ تفاصيل جنونه، زمانٌ تفتحت فيه أبواب قلبي المجروح بسكاكين الغربة، وأوجاع الفقد، من أجل مخلوق اسمه (أنت).
أنت ثغر الحبّ، بل حب الحبّ، تنمو نسائمك على مياسم عمري، لتتوّج شعّري المنثور، بعبق أنفاسك الياسمينة المنشأ !
فبقدومك يا كتلةً مني ،تصمتُ غربان الوحشة، وترحل بعيداً عن سمائي، فأستبدلها بفراشاتٍ من أناملكَ، أيها المغرد على أعشاش قلبي الأخضر، أيها النفيس بروحك، الجميل في كلّ شيء، وكأن الله رسمك من أجل أن أعلّقك لوحةً من الأمان على مسارات عمري الذي أدامه الله من أجل أن ألتقيك وأحبك في كلّ يومٍ أكثر..
هل تراها تكفيك حروفٌ، تستفيق وتغفو على أوتارٍ معزوفة منك برويّة، وكأنك تنطق في كلّ ثغرة منها بصوتٍ عالٍ.. أحبكِ يا صغيرتي، فنامي بين أحضان كفيّ، مثل طفلة دللها شوقي، وكوني لعمري أجمل النساء بهذا الدلال..
نعم، سأغفو على هذا الحلم الذي أسكنتني فيه..وستبقى أنفاسك تعارك الكون لتصلني رغم البعد ، رغم اللّوم ورغم رغم الأيام..!
أحبك
اليوم: الثامن
الشهر: شباط
العام :2009
منى الخالدي