كلنا يعلم ماهية أضرار الاحتلال على اي بلد كان , وكلنا يعلم ماهي التحولات الشرسة التي
تحدث في المجتمع نتيجة هذا الاحتلال وماترتب عليه من معاناة يدفع ثمنها الجميع لكن بنسب
مختلفة في جميع القطاعات ومنها السياسية والاقتصادية والاجتماعية والفكرية وووو
, اليوم أحاول أن اسلط الضوء على ما يعانيه المجتمع العراقي بالتحديد من انهيار تام للبنية
الاجتماعية له , وانظر الى الواقع بعين الرقابة والتجربة لعلي ارصد بها العلة التي انهكت هذا
الجسد بعد ان كان يافعا نضرا يتمتع بمزايا قوى واضحة تؤهله لنيل اوسمة الحداثة والتطور
دون المساس بالهوية الاصلية المحافظة .. وسأبدا من نقطة اهتزاز هذا المجتمع العراقي
التي بدأت تظهر على ملامحه جراء الحصار الجائر الذي فرضته قوى الاستكبار العالمية
عليه بعد ان صا درت احلامه وحرمته من ابسط مايحتاج اليه الفرد من ضروريات الحياة
العامة وشنت على اعصابه حرب نفسية ضروس تسعى الى انتحار الروح داخل الروح وقتل
الطموح وروح التفاؤل بالمستقبل وحصر تفكير الانسان في الركض وراء لقمة العيش فقط
(وهذا مايعرف بحرب البطون)
مما ادى بالتالي الى زرع الانانية وطغيان لغة المصالح وقطع جذور الانتماء للعائلة وللقبيلة
والوطن وللامة تحت دعاوى ويافطات كاذبة
لا انسانية ولا منطقية الهدف منها اضعاف قدر ة المواطن على المواجهة في خضم كل هذه
التغيرات , وبعد ان ظهرت وتكرست هذه المشاكل بشكل اوضح واكبر واعمق بعد الاحتلال
البغيض الذي هيأ بخباثة لهذا المشروع ولا عجب...!!!
دعوني الان ارصد اهم مالامسته من معايشتي اليومية لهذا الواقع المؤلم ولو بعده نقاط
1_ هروب الطبقة المثقفة الواعية الوطنية ذات الصوت الفعال الى خارج البلاد مما تعرضت له
من عمليات تصفية وابادة مقصودة ومضايقات الغرض منها دفع هذا المثقف لاختيار منفى
ووطن بديل يسلم فيه على نفسه وعائلته من الجماعات الجاهلة التي تختبئ بعباءة الدين تارة
وعباءة التطرف ودعاة الديمقراطية و وووو تارة اخرى
2_ظهور طبقة هشة جاهلة كانت فيما سبق تعيش على فتات موائد الطبقات الاكثر وعي
وسلطة ومال لتأخذ مكانها بشراسة تحت تبريرات منها ماتدعيه هي من مظلومية واستبداد
مذهبي وسلبية بالتعامل لتغتصب مراكز حساسة وهامة في الدولة واختزال امور البلد
الاقتصادية والسياسية لصالحها فقط وكما تشتهي وليس كما هو مفروض لتعويض مافاتها
حسب وجهة نظرها ...!
3_انهيار قطاع التعليم بشكل مرعب وانتشار الامية وتجريد المواطن من حقه بالاطلاع
والتنور ومنح الامتيازات العالية لمن لا يستحق لكونه يمت للوزير او المدير العام بصلة قرابة
او ينتمي للحزب الفلاني او الفلاني
ووضع العراقيل في طريق الباحث عن الرقي والفهم والعلم كي لايشكل هذا
_اي المواطن _صوت قد ينمو ويطالب ويرصد الاخطاء ويطالب بالتغيير والاستقلال ان من
مصلحة _الاحتلال_كما نعلم ان يبقى المواطن ضعيف هش جاهل لايعرف بأمور دينه ودنياه
4_البطالة والفقر التي تشكل اكبر خطر على المجتمعات والتي من نتائجها هو انتشار الجريمة
والرذيلة وتفشي تعاطي المخدرا ت اوالمتاجرة بها على الاقل وظهور جماعات عدائية قد تدفع
بالشاب الى تبني معتقدات دخيلة ومتطرفة وجاهلة وقاتلة يكون فيها قد حقق مآرب هؤلاء
الجماعات تحت اغراءات مالية كبيرة
5 _انتشار ظاهرة العنوسة المخيفة في المجتمع العراقي بعد ان اكلت الحرب وماآلت اليه من
احتلال بغيض احرق زهرة شبابنا بين تفجيرات وقتل عشوائي وقتل على الهوية وضعف
القدرات المالية لمن يرغب بالزواج واعتقال جحافل من افضل الشباب تحت تهم شتى لاوقت
لطرحها الان و زجهم بالسجون لسنوات طوال وبلا مبرر او دليل رسمي وفكرة الهجرة التي تسيطر على عقول
شبابنا الان وهذا مالا يبشر بخير في السنوات القليلة القادمة
6_ ضياع حقوق المرأة بشكل كامل ومحاولة ادخال ثقافات جديدة لم يألفها مجتمعنا ولا يعترف
بها ديننا الحنيف ومصادرة حقها بالطرح والتكلم وابداء الرأي واتخاذ القرار بشتى المواضيع
7_الفساد الاداري والرشاوي والواسطات التي اصبحت سمة ملازمة لجميع دوائر الدولة من
ابسطها الى اكبرها ومن ابسط موظفيها الى اكبرهم منصب ورتبة وممارسة الدعارة الفكرية
من قبل اصحاب بعض الاقلام المأجورة التي تحاول ان تروج لمفاهيم خبيثة تحت مسميات
معسولة كالانفتاح والتحرر
(والذي هو بالاساس انفتاح وتحرر بطريقة امريكية صهيونية مقيتة لاتليق بعاداتنا وتقاليدنا كعرب وملسمين لما تحمله من انحلال اخلاقي )
8_الفارق الطبقي بين فئات المجتمع واضمحلال طبقة الوسط التي يعول على وجودها
فالمجتمع العراقي الان بين ثراء فاحش تحقق بفضل التعامل مع الاحتلال ومؤيديه واما فقر
مدقع يعيش فيه المواطن وهو يتلوى من الم الجوع والبرد والمرض نتيجة اهمال او مواقف
وطنية لا تروق بالطبع لمشروع الاحتلال ومؤيديه
9_الترويج لثقافة الطائفة الواحدة وثقافة الفدرالية والاقليم وفقدان لغة الحوار والثقة بين
مكونات المجتمع الواحد التي يحاول البعض اما جهلا او عمدا لتفتيته والتعصب الاعمى للافكار
والمذاهب التي مزقت النسيج العائلي حتى بين ابناء العشيرة الواحدة وتحزب كل فرد للفرد
الذي يحمل نفس الافكار فقط دون الاخر
10_ظهور ماهو اكبر كارثة بعد كارثة الاحتلال وهو تسييس الدين واحتلال رجال الدين الذين
يضحكون على عقول السذج والبسطاء من الناس لمنابر سياسية تروج لمشاريع فتنة
وتناحر مذهبي بين ابناء الطوائف او حتى الطائفة الواحدة والتي تصب بالاساس لخدمة
الاحتلال وقوى خارجية توسعية
اذن مادمنا قد شخصنا المرض فالعلاج ممكن .يجب يجب الانتباه الى مخاطر هذا التفتت وهذا
التجزء الذي حل بمجتمعنا العراقي الاصيل . علينا العودة الى تاريخنا وحضارتنا والى كتاب الله
وسنه نبيه المصطفى عليه افضل الصلاة واتم التسليم ويكون الاسلام والعروبة هو الحبل
الذي نتشبث به لدرء الفتنة ورقع هذا الشق الذي احدثه الاحتلال فالاحتلال الى زوال اما
الوطن لمواطنيه وان طال الزمن مادامت هناك نفوس طاهرة صافية تؤمن بالله وبوحدة الوطن
وبرجاله النشامى وماجداته الاطهار الاصيلات ولنجعل الوطن هو الهم الذي نحمله وهو
الحضن الذي نلجأ اليه بالشدة والرخاء الا يستحق منا العراق منا ذلك واكثر ...؟