هذا أنا ..ربمـــــــــــا
في عمق ليل بهيم
يشاطرني القلق
ها أنذا أفـتـِتُ الصمتَ بأرق صار صديقي
أقلـّب الضوء بأصابعي
أبحث فيهما عن فجر غادر قبل أن يأتي
والليل يرخي سـُدوله على كل شيء
فيصبغه بالسواد
هذا أنا أتأبط أملي حيناً .. وأعانق يأسي حيناً آخر
وأعالج ذاتي الهشة بعلاقة التنقيب عما مضى .. ويمضي
ورغم قلة الماء أرتوي
رغم نـُدرة الهواء أتنفس
وأستقي الماء بحجة التصحّر في أرض باتت بواراً
أبحث عن شيء يعيد الوعي لذاكرة كادت أن تغيب
أتذكر...
ذات مساء
ألقيتُ القبض على روحي متلبسة ً تعانق روحك
ويشدّها شوق إلى عينيك
ولكن ..
لماذا أنت ؟؟
ربما .. لأني لمحتُ في عينيك حزناً يشبهني
فعشقت حزني في عينيك
ربما لأنك وحدك تقرؤني .. وتكتبني ..
وتحفظني عن قلب قلب
ربما لأنك وحدك استطعت تهجئة حروف الحزن في عيوني
ربما ..؟
لأنك وحدك ذكرتني أنه ما زال في صدري قلب ينبض
ويضخ الدم الى الحدائق المجاورة
ربما تكون أنت من يستحق أن يكون له هذا النبض
لأنك صاحب هذا الاكتشاف العظيم !!
هذا نبضي يهرول نحوك
ربما تكون من يحتسي معي ألمي كل صباح
ويشاركني مساءاتي وهي تروي أحزانها الشتائية
وترتجف برداً
ربما تشاطرني غربتي
وأنا رأيتك ذات يوم غريباً تفتـّش عن وطن في عيوني
وبلا وعي .. أمنحك عيوني وطنأً
ولكن عذراً
هل تقبل وطناً مفعما بالجراح
هذا فؤادي يصبو إليك
ويهرب من عالمه المرّ .. الى عالمك
ربما لأنك قادر على ملء فراغي
الذي فرغ من كل شيء إلاّ من الفراغ
ربما لأني رأيتك ذات يوم تحوم حول قلبي تفتش عن رشفة هدوء
وتنتظر الغيث من سحب جفافي
ربما لأني رأيتك تحاول البوح بسر ٍعظيم
وتستدرّ الحروفَ من نهر فم ٍ جفــتْ منابعــُه
ربما لأني رأيتك تحيط قلبي بمعطف ٍ من حنان
هذا أنا يا صغيري
أصـرّ على استسقاء الحنان من عينيك
وأصـرّ على ممارسة الجنون في أرضك
وأعيث حباً أفلاطونياً فيه بلا هوادة
هذا أنا يا صغيري
مسلسل من عذاب .. قائمة فواجع
أُدلي بقلبي بين يديك
وأتساقط فيك كحبات مطر
هذا أنا أطرح نفسي على بساط قلبك وأغفو
ربما أكون جزءاً من التعمق في الخلايا
هذا أنا ياصغيري لاجئة إلى عينيك
بلا جواز سفر أعبرها بثقة الأطفال
وهذا أنت يا صغيري
ربما ..
تكون قارب نجاة
أو مجذافاً أواجه به موج الحياة
ربما تكون عصاي أتوكأ عليها في عمق ليل بهيم كهذا
وأستكمل بها رحلة شاقة الى حيث لا أدري
ربما أغرق فيك .. مع أنني أتقن السباحة
ربما أطير بجناحيك
ربما تكون حبيبي ....
....... الى هنا
مع تحياتي ... ناريمان الشريف