|
عَامَانِ مَرَّا وَمَا مِثْلُ البُنَيَّاتِ |
أَوِ البَنِينَ مَصَابِيحُ البُيُوتَاتِ |
عَامَانِ مَرَّا وَمَا فِي الدَّارِ مِنْ أَحَدٍ |
سَوَايَ وَالزَّوْجِ نُخْفِي وِحْشَةَ الذَّاتِ |
كَأَنَّهُا وَأَثَاثِي غَيْرُ مُبْتَذَلٍ |
دِكُّانُ مُنْعَزِلٍ بَيْنَ المَحَلَّاتِ |
لَا فَارِسٌ يَمْتَطِي الأَشْيَاءَ جَامِحَةً |
وَيَنْشُدُ النَّصْرَ َلَكِنْ بِالبَرَاءَاتِ |
وَلَا وَدِيعٌ مَعَانِي الحُبِّ فِي فَمِهِ |
وَفِي العُيُونِ وَفِي كُلِّ الإِشَارَاتِ |
كَفَى فُؤَادِيَ حَرْمَانًا يُلَهِّفُهُ |
خُلُوُّهُ مِنْ أَحَاسِيسِ الأُبُوَّاتِ |
قَالُوا: نُكَنِّيكَ! قُلْتُ: الأرْضُ قَدْ حُرِثَتْ |
وَمَا نَمَا بَعْدُ شَيْءٌ مِنْ نَبَاتَاتِي |
قَالُوا: أَفَاسِدَ بِذْرٍ قُلْتُ: لَيْسَ كَذَا |
اللهُ شَاءَ وَمَا شَاءَتْ إِرَادَاتِي |
قَالُوا: عَلَيْكَ بِطِبٍّ قُلْتُ: يَرْزُقُنِي |
مَنْ لَوْ يَشَاءُ بَكُنْ أَمْضَى المَشِيئاتِ |
رَبَّاهُ أَطْفَالُ أَقْرَانِي سَبَوا بَصَرِي |
وَقَسَّمُوهُ حَسِيرًا فِي المَمَرَّاتِ |
كَأَنَّ نَفْسِي مَلَاهٍ يَلْعَبُونَ بِهَا |
وَلَهْوَهُمْ فِي دُرُوبِ الحَيِّ مَلْهَاتِي |
إِذَا خَلَا الحَيُّ مِنْهُمْ مِتُّ مِنْ مَلَلٍ |
وإِنْ حَيِي بِهِمُ وَبَّخْتُ خَيْبَاتِي |
يُؤْوِيني البَيْتُ قَفْرًا لَا حَيَاةَ بِهِ |
وَالوَقْتُ لَيْلًا بَهِيمًا دُونَ نَجْمَاتِ |
يَكَادُ يَسْقُطُ صَدْرِي كُلَّمَا لَمَحَتْ |
عَيْنِي صَبِيًّا وَيُفْشِي جَمْرَ أَنَّاتِي |
وَمَا لَهُ مِنْ ثَبَاتٍ غَيْرُ مَا سَمَحَتْ |
بِهِ القَرَابَةُ مِنْ ضَمِّ القَرِيبَاتِ |
وَبِي مَدًى مِنْ حَنَانٍ غَيْرَ أَنَّ مُدَى |
الحِرْمَانِ تَنْحَرُ فِيهِ نُوقَ مُنْيَاتِي |
رَبَّاهُ لَا سَخَطًا أَشْكُو إِلَيْكَ أَسًى |
وَأَنْتَ أَعَلَمُ بِي مِنِّي وَمِنْ ذَاتِي |
عَامَانِ مَرَّا _وَلَمَّا أُوهَبِ_ انْكَسَرَتْ |
يَا وَاهِبَ الخَلْقِ نَفْسِي بانْتِظَارَاتِي |
إِذَا الحَيَاةُ خَلَتْ مِنْ سِرِّ زِينَتِهَا |
أَمِلْتُ عِنْدَك دَوْنَ الخَلْقِ خَيْرَاتِ |
القَلْبُ وَالحِسُّ بَثَّانِي حَنِينَهُمَا |
وَأَجْرَيَا نَهَراً يَسْقِي عِبَارَاتِي |
فَسُقْتُ كُلَّ شُعُورِي عَازِفًا بِفَمِي |
لَحْنَ الطُّفُولَةِ مُسْتَقْفِيهِ إِنْصَاتِي |
لَأَنْتُمُ جَنَّةُ الدُّنْيَا وَبَهْجَتُهَا |
وَبَسْمَةُ الطُّهْرِ فِي ثَغْرِ المَسَرَّاتِ |
بُكَاؤُكُمْ فِي قُلُوبِ الرَّاحِمِين لَظًى |
وَضِحْكُكُمْ نَغَمٌ فِي إِثْرِ هَالَاتِ |
وَلَهْوُكُمْ حَرَكَاتُ الكُونِ فِي دَعَةٍ |
وَنَوْمُكُمْ سَكَنَاتٌ فِي سَكِينَاتِ |
يَا حَبَّذَا أَنْتُمُ تَلْهَونْ فِي طُرُقٍ |
وَفِي البُيُوتِ تَبُثُّونَ الدُّعَابَاتِ |
مَصَادِرُ الحُبِّ وَالإِبْهَاجِ عِنْدَكُمُ |
صِيْغَتْ لَنَا بِتَرَاتِيلِ المُنَاغَاةِ |
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ جَوَّالَةً غُرَفًا |
كَمَا الحُقُولِ اسْتَزَانَتْ بِالفَرَاشَاتِ |
وَحَبَّذَا أَنْتُمُ وَقْتَ الطَّعَامِ وَقَدْ |
أُلْقِمْتُمُوا مِنْ لَدُنْ أُمٍّ لُقَيْمَاتِ |
وَحَبََّذَا أَنْتُمُ وُسِّدْتُمُ عُضُدًا |
مِنْ بَعْدِ مَجْهَدةٍ لَوْذًا بِغَفْوَاتِ |
وَحَبَّذَا حَبَّذَا مَا مِنْكُمُ وَكَفَى |
بِجَهْلِكُمْ أَنْ تُقِرُّوا الحُبَّ فِي الذَّاتِ |
عَامَانِ مَرَّا إِلَهِي وَالفُؤَادُ عَلَى |
حُبِّ البَنِينَ أَسِيفٌ وَالبُنِيَّاتِ |
نَادَاكَ عَبْدَاكَ إِذْ قَالا عَلَى كِبَرٍ |
(هَبْ) دَاعِيَيْنِ بِتَعْظِيمٍ وَإِخْبَاتِ |
فَكَانَ مَا دَعَيَا سُؤْلًا بِقَولِكَ كُنْ |
يَا وَاهِبَ الخَلْقِ يَا ربَّ السَّمَاوَاتِ |
وَلَسْتُ مِثْلَهُمَا قَدْرًا وَمَنْزِلَةً |
أَنَا المُقَصِّرُ جَهْلًا فِي العِبَاداتِ |
لَكِنَّ عَفْوَكَ يَا سَتَّارُ أَوْسَعُ مِنْ |
عِلْمِي وَمَنَّكَ أَمْضَى مِنْ إِحَاطَاتِي |
وَمَا شَكَاتِيَ مَنْ يَأْسٍ وَلا سَخَطٍ |
وَإِنَّمَا لالتِمَاسِي مِنْكَ حَاجَاتِي |
تُعْطِي وَتَقْدِرُ عَدْلًا حَيْثُ قَدْرُكَ إِعْ |
طَاءٌ جَهِلْنُاهُ مِنْ سُوءِ الطَّوِيَّاتِ |
إِلَيْكَ مُلْتَجَئِي فِي كُلِّ ضَائِقَةٍ |
وَأَوْبَتِي مِنْ إِسَاءَاتِي وَزَلَّاتِي |
هَبْ لِي بِمَنِّكَ إِنِّي حَامِدٌ أَبَدًا |
فَلَيْسَ إلاكَ أَهْلٌ لابْتِهَالاتِي |