كنت أتجه إلى سيارتي في الصباح الباكر كالعادة ذاهباً إلى العمل وهناك عند الزاوية لمحته يكنس الأرض بهمة ونشاط ،
شاب آسيوي في مقتبل العمر جاء كغيره إلى الخليج سعياً وراء مستقبل أفضل .... أو مستقبل ما !
لكني حاولت المرور بعيداً عنه متجنباً أن يراني ، فقد أصبح يتعمد السلام علي منذ أكرمته لمرتين أو ثلاث ببعض الدراهم ويحلو له التنظيف أمام سيارتي وقت نزولي حتى صار الأمر يزعجني حيث بدا كنوع من الاستجداء .
نجحت فعلاً بالوصول إلى السيارة دون أن يلمحني ، وبسرعة وهدوء فتحت الباب وجلست على مقعدي ثم أغلقته بأقل قوة ولم يسمعه ....
قلت في نفسي : أرجو أن لاينتبه لصوت المحرك ، سأنتهز فرصة مرور إحدى السيارات ثم أدير المفتاح ....
هاه ... بسم الله ... دقيقة وتحمى السيارة... وأنسل إلى الطريق العام .
يا إلهي لقد التفت إلى هنا ورآني وهاهو يتجه نحوي مسرعاً ....
لااااااااا الأمر أصبح مزعجاً بحق ،
لن أسمح له أن يستمر بالتطفل علي كل يوم ، إن له راتباً من البلدية مقابل خدماته ،
وكوني أكرمته لا يعني أن تصبح هذه عادة مستمرة .
ما هذا إنه ينقر بإصبعه على النافذة ... هذا لم يعد يحتمل ، سأوبخه .....
أنزلت زجاج النافذة بغضب : إسمـ ... ، قاطعني بابتسامة ..... السلام عليكم
قلت بجفاء وحدة : وعليكم السلام ماذا تريد ... ولماذا تمد إلي يدك بهذا الشكل ؟
كان يمد كفه وهو مفتوح وقد كتب عليه بخط رديء رقما خماسياً ؟
ما هذا الرقم ؟
قال لي ببهجة وكأنه يكافئني على إحساني (السابق) له : سيدي هذا رقم السيارة التي صدمت سيارتك من الخلف وفرت هاربة .... ثم رجع إلى عمله يكنس الأرض .