عبد الناصر للحقيقة والتاريخ
وسط كل ما تتعرض له امتنا العربية من أخطار تحتم أن تتضافر جميع الجهود لمواجهتها وان تكون كل الكلمات التى تكتب موجهة لمحاولة إفاقة الأمة من غفلتها وشحذ هممها لتواجه هذه الأخطار التى تستهدف القضاء على الإسلام وعلى التواجد العربى ذاته
وسط كل ذلك خرجت بعض الأصوات لتثير بعض القضايا التى تثبت أن من كتبها لا يدرك خطورة المرحلة التى تمر بها الأمة العربية
وهكذا رأينا بعض الكلمات التى تهاجم الزعيم الراحل جمال عبد الناصر وتتطاول عليه بكلمات تدل على الجهل الشديد والتجاهل المريض الذى يعانى منه كاتبها
ولما كان عبد الناصر احد رموز هذه الأمة التى يجب أن نستدعيها إلى وجدان أبناءها لتثير هممهم وتحفزهم لمواجهة الخطر الامريكى الاسرائيلى خاصة وقد لفت نظري ظاهرة غريبة وهى أنه رغم كل ما قيل ويقال على الرجل إلا انه مازال يعيش فى وجدان الشعوب العربية كرمز للبطولة والكرامة العربية المفتقدة بدليل أن صوره مازالت ترفع فى تظاهرات الشعوب العربية
فلم يجد أبناء مخيمات فلسطين ما يتحدون به المدرعات الإسرائيلية سوى صوره
ورفعها أبناء العراق فى وجه الطائرات الأمريكية
ورفعت فى كل الدول العربية بأيدي الشباب وهم يعلنون تحديهم للهجمة الأمريكية على الأمة العربية ويعلنون غضبهم من ضعف الحكومات العربية وخنوعها واستسلامها أمام أمريكا وإسرائيل
وخوفا من الارتباك الذى قد يحدث فى النفوس والعقول بين ما تقرأه من افتراء على الرجل وبين ما تراه من استمرار وجوده فى الوجدان العربى كرمز للبطولة والكرامة العربية
رأيت انه من الواجب على كمصرية وكمواطنة عربية وكأستاذة للتاريخ يهمها أمر أمتها أن اعرض عليكم حقيقة الرجل كما هى
بداية
الزعيم المصرى جمال عبد الناصر ليس ملاكا منزها عن الخطأ
وليس رسولا معصوما من الخطأ
بل هو مجرد مواطن مصرى أحب وطنه وحمل روحه على كفه وعمل ما اعتقد انه فى صالحة
هو مؤسس تنظيم الضباط الأحرار الذى قام بالثورة المصرية وهو من قاد الثورة
وهو من قضى على الملكية الفاسدة فى مصر وحولها إلى جمهورية
وهو من حرر مصر من الاحتلال الإنجليزي بعد احتلال دام 72 عام
وهو من تصدى لجماعة الإخوان المسلمين السياسية بعد محاولتهم لاغتياله فى ميدان المنشية بمدينة الإسكندرية عام 1954
وهو من أمم قناة السويس وأعادها إلى مصر لتستفيد من خيراتها
وهو من تصدى للعدوان الثلاثي على مصر ورفض الاستسلام أمام جبروت القوة
وهو من حقق العدالة الاجتماعية فى مصر بقضائه على الإقطاع والرأس مالية المستغلة التى عانينا منها كثيرا فى مصر
وهو من قام ببناء السد العالى الذى أنقذ مصر من خطر الفيضان وجعلها تستفيد من مياه النيل
وهو من جعل قضية فلسطين هى قضية العرب الأولى وانشأ منظمة فتح وجيش تحرير فلسطين
وهو من دعم ثورة الجزائر حتى النصر وتحرير الجزائر وكذا ثورة ليبيا وثورة اليمن
وهو من تحدى محاولات أمريكا للهيمنة على المنطقة بإنشاء الأحلاف العسكرية للسيطرة على ثروات العرب
وهو من تصدى لجماعة الإخوان المسلمين السياسية وقضى عليهم بعد محاولاتهم لقلب نظام الحكم والسيطرة على الحكم عام 1964
وهو تصنيع مصر وإنارة أكثر من أربعة آلاف قرية مصرية بالكهرباء وإنشاء مجمع الحديد والصلب ومجمع الألمونيوم
وهو إنشاء المدارس والمستشفيات فى كل أنحاء مصر وإنشاء إذاعة القرآن الكريم وإنشاء جامعة الأزهر لتزود العالم كله بالدعاة المثقفين القادرين على نشر الدعوة الإسلامية
وهو أيضا هزيمة 1967 واحتلال إسرائيل لسيناء وتدميرها للجيش المصرى
وهو أيضا رفض الاستسلام للهزيمة ورفع شعار ما اخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة
وهو إعادة بناء الجيش المصري وإعلان حرب الاستنزاف التى منعت إسرائيل من الاستفادة من انتصارها فى معارك يونيو 1967
وهو إنشاء حائط صواريخ الدفاع الجوى الذى استطاعت مصر بفضله خوض حرب أكتوبر 1973
وهو إنقاذ الفدائيين الفلسطينيين من الذبح والإبادة على يد الحكومة الأردنية في ما عرف بمذابح أيلول الأسود عام 1970
هذا هو الزعيم جمال عبد الناصر الذى تطاول عليه البعض عن جهل وتجاهل مريض
وسأسمح لنفسى أن أوضح الصورة ببعض التفصيل على مدى ستة ردود لمن يريد أن يعلم الحقيقة حتى لا نشارك فى تشويه صورة رمز وأمل مازال يعيش فى وجدان شعوب هذه الأمة التعيسة
مها