تسلم خيمة من الصليب الأحمر ، نصبها على قطعة من الأرض كي تؤيه وعياله الكثر من حر الصيف وزمهرير الشتاء ، بعد أن هدم الاحتلال البغيض بيته بتهمة الإرهاب .
طال الزمن على الخيمة ، تآكلت بفعل عوامل الطبيعة ، ولم يعد ينفع معها الترقيع .
باع مصاغ أم العيال ، وباع حماره . . . والعربة ، وأحذية الأولاد . . . في سوق فراس ، وبنى بيتا من الطين ، وعندما أراد أن يسقفه لم يجد غير بعض الألواح الخشبية وسعف النخيل الجاف لإتمام ذلك .
غزا السوس خشب السقف فبدأ يندف عليهم فتات الخشب المتهالك ، وبدا السقف على وشك الانهيار .
حكى مشكلته لبعض الأصدقاء فنصحوه
أخذ بالنصيحة واشترى خشبا آخر ، وسقف به البيت
بعد فترة عاد السوس إلى الخشب ، وبدأ يعمل فيه ويدغدغه فيقهقه ، فقام صاحبنا بتفحص بعض العينات بنظارته السميكة ، فوجده سوس من نوع آخر له لون وشكل آخر، ويعمل في الخشب بتقنية ٍ مختلفة ، فأخفى ذلك عن زوجته .
ذات ليلة سمعت أم العيال طقطقة في خشب السقف ، فخافت وأخبرت زوجها .
قال لها : لا تخافي يبدو أن الخشب يسبح الله .
وبعد عدة أيام تكرر الصوت بصورة أكثر وضوحا وبدا الخشب وقد تقوس للأسفل ، فنبهت زوجها لحال الخشب والسقف فقال : ألم أقل لك لا تخافي إنه يسبح الله ؟!!
فقالت : يا معوّد . . . أخاف أن يأخذه الخشوع فيسجد فوقنا !!