والله العظيم .. السياسة الخارجيـة العربية ... تسير وفقا للحكمة العربية العظيمة .. (( بختك يابو بخيت )).. فلا أحد .. حتى كبار السياسيين عندنا لديه تصور واضح حتـــى الآن حول السيناريوهات المتوقعة لحل القضية الفلسطينية .. و قضية القدس على وجه الخصوص .. (( كله على أبوه )) كما يقول العامل المصري حينما يريد تركيب أو بناء شئ على شئ آخـــر .. بلا تصور مسبق واضح أو تخطيط كلى .. على عكس الأساليب الغربية في الصناعة و البناء و في كل شئ .. تعتمد على الدقة و التصور الكلى لموضع كل جزء بالنسبة لباقي الأجزاء.. فلا يتركون شيئا للصدفة أبدا .. ؟؟
! وعندهم في السياسة أيضا لا مجال للصدفة أو الخطأ .. بل كل شئ مرسوم و مخطط له منذ مئات السنين .. و الذى يقرأ الكتب الصهيونية و مقررات المؤتمرات الصهيونية التى عقدت منذ عشرات السنين لإقامة وطن قومي في فلسطين .. يدرك جيدا هذه الحقيقة .. فالنظام العالمي الجديد الذى لا يكون للعرب فيه آي أ ثــر .. و الشرق أوسطية التى تقضى على الرابطة العربية و الإسلامية .. و الحكم الذاتي للفلسطينيين .. و القدس العاصمة الموحدة للدولة العبرية .. و خلق أجيال من المسلمين و المسلمات ..لا أخلاقية ..لا عقائدية ..تافهة ..فاقدة للحس و الوعى .. ميتة القلب و الوجدان .. لا تصلح من ثم للدفاع عن مقدسات الأمة ..لأنها بالأساس لا تصلح للدفاع عن مقدساتها الخآصة .. كل ذلك يتم وفقا لسيناريوهات رسمت في المحافل الصهيونية العالمية بعناية فائقة .. و تقوم على تنفيذها أجهزة و مؤسسات و محافل .. رفيعة المستوى ، ثم تأتى اليوم بعض الحكومات العربية ..المتورطة في السلام الصهيوني ..لتـزعم وفقا للسيناريو المرسوم لها أيضا .. أنها حققت إنجازات هائلة نحو السلام العادل .. ؟؟؟ وأنه لولاها لغاصت الأمة في بحر من الدماء ؟؟
الخطط الصهيونية و الصليبية للإستيلاء النهائي على القدس الشريف إذن .. تسير وفقا لسيناريوهات محكمة .. أما السياسة العربية .. تسير كما قلنا .. وفقا لمبدأ (( بختك يا بو بخيت )) .. و لذلك فقد انتهت حمائم العرب .. وكلهم حمائم .. إلى الإقتراح بتأجيل قضية القدس ؟؟ إلى ما بعد الإنسحاب من الضفة و غزة .. ساعتها ستزول الحساسية و الأرتيكاريا ، و يسهل حل قضية القدس ؟؟ هكذا تصر أجيال الروتارى و الليونز على تهميش قضية القدس الشريف كما قلنا سابقا ، وهكذا بكل بساطة سيحل الساسة العرب مشكلة القدس الشريف ( على أبوه ) .. أو حسب الظروف المتاحة وقتئذ .. لكن عبقرية الساسة العرب لم تضع لنا السيناريو البديل إذا لم يعجبها الحل ( على أبـــوه ) و طلع بختنا مايل .. و ركبت إسرائيل رأسها و أصرت أمريكا و الغرب على اعتبار القدس الشريف عاصمة أبدية لإسرائيل ؟؟ بعد أن تكون القضية قد ماتت ..(إن لم تكن قد ماتت بالفعل )..أو اندثرت وراء موجات التطبيع و الجنس و العلاقات الاقتصادية المتشابكة ؟؟ التي تهدف كما هو معروف إلى البناء الحقيقي لدولة إسرائيل ؟؟
ترى هل فقدنا جميعا شعوبا وحكومات الرؤية حول قضية القدس الشريف ؟؟؟
تحياتي