|
سريتُ أنقثُ ريحَ الّليلِ من ضجري |
أُلَمِّعُ الظُّلمةَ السمراءَ كالشَّررِ |
أُعانقُ الموجَ مُشتاقاً لرؤيتِها |
وقد تناءت عن العينينِ في الخُدُرِ |
أُحاولُ الستْرَ أن يشْتقَّ لي أملاً |
أوفجوةً في رواقِ القلبِ للسمرِ |
وأنظمُ الحزنَ والأمواجَ ترقبُني |
وأنثرُ الدمعَ في الشطآنِ كالمطرِ |
فيأسفُ الّليلَ من حالي ويندُبُني |
ويُرسلُ الصّبح في الآفاقِ كالوترِ |
فأركبُ القارِبَ المنسابَ مُنطلِقا |
أُحمِّلُ الهمَّ للخُلجانِ والجُزُرِ |
أُوادِعُ النفسَ من ضيقٍ تُكابِدُهُ |
وفي العيونِ مراسي الحُسنِ والحورِ |
تُداوِرُ الشوقَ والتحنانَ باسمةً |
فيرسمُ الحزن ما أخشاهُ من صورِ |
يُحرِّكُ الجرحَ في الأحشاء مُغتبِطاً |
ويعزِفُ القلبَ بالأدواءِ والفِكرِ |
فأنشدُ الّليلَ يأويني ببردتهِ |
أُعاودُ الكرَّ نحو الوصلِ في السّحرِ |
لعلها اليومَ تُغريني ببسمتها |
وتفتحُ الخدرَ للمشتاقِ للنظرِ |
تُبرِّدُ القلبَ من كاساتِ وجنتِها |
وتبسطُ الصدرَ للأحضانِ والسّهرِ |
حبيبةُ القلبِ شُقّي الهجرَ وانتظري |
أغايةُ الحبِّ عشْقَ الأفقِ والسَّفرِ |
أسايرُ النجمَ بالبيداءِ مُلتحِفا |
كالصّقرِ يلوي يرومُ الصّيدَ في القمرِ |
ولاأنيسٌ سوى الأطلالِ قد عبست |
تُحاوِرُ الرّملَ تطوي قسوةَ الأثرِ |
سُرّي الأماني وسجّي العزْفَ وامتثلي |
وضمديني من الآهاتِ والضَّررِ |
أمّلتُ أحيا على أعتابِ قبلتِكِ |
والثمُ العِطرَ من نسناسكِ الخمِري |
أُداعبُ الوجنةَ الحمراءَ مُبتهجا |
وأشرحُ النفسَ من وجدانِكِ النَّضِرِ |
هذا نصيبي وهذا مارُزِقْتُ بهِ |
فالنهرُ يهوى برغمِ الصّمتِ للحجرِ |
يُداعبُ الصّخرَ في الأحضانِ يحملهُ |
كأنما شرّعا عِشقاً بلا كدرِ |
ونحنُ تُهنا بلا وصلٍ يُحرِّرُنا |
من ضيقِ هجرٍ ومن آفاتهِ الكُثُرِ |