بسم الله الرحمن الرحيم
السيد الأستاذ الفاضل الرافدى
بعد التحية .. لا أخفيك سرا أنى سمعت عن البيان الأممى ضد الإرهاب من قبل .. و ربما اخذت انطباعا بأنه يطالب بمحاكمة الإرهابيين .. و لكن و عند عرضكم له هنا فوجئت الحقيقة بعد قراءة متأنية له بخطأ صراحة أراه فادحا .. و أتمنى ان تتفضل بنقل هذه الرؤية الى السادة معدى البيان .. و يكفى ان هذه الرؤية نابعة من شخص ليبرالى يكره الإرهاب عمى و يدينة أشد الإدانة ..
هذه الفقرة يا عزيزى .. :
بضرورة الإسراع في إنشاء محكمة دولية International Tribunal تختص بمحاكمة الارهابيين من أفراد وجماعات وتنظيمات بما في ذلك الأفراد الذين يشجعون على الإرهاب بإصدار الفتاوى باسم الدين.
و أسمح لى ان أعزل هذه الفقرة :
بما في ذلك الأفراد الذين يشجعون على الإرهاب بإصدار الفتاوى باسم الدين.
هذا يا عزيزى خطأ قانونى .. اسمه "عدم الإختصاص" .. لأن الذى (يفتى) هنا يتحدث من منطلق (فكر) دينى .. و حرية الفكر أساسا مصانة دوليا .. المحاكم تحاكم على (فعل) مجرم قانونا .. أى ان كل فعل يجرم مرنكبة .. انما يجرم بناءا على (نص) تجريم لهذا الفعل مذكور و محدد فى قانون العقوبات .. و لو كان يمكن تجريم (الفكر) لجرموه من زمان .. و لكن هناك استحالة لتجريم الفكر ..
و لكن هناك جريمة التحريض .. فمثلا فى جريمة اغتيال السادات .. لو قال أحد الشيوخ ان الحاكم الذى يخرج عن شرع الله يجب قتله .. فقام البعض بقتل السادات .. فهذا ليس بتحريض .. التحريض هو ان يقول "السادات خرج عن شرع الله ووجب قتلة .. اذهبوا فأقتلوه" .. هذا تحريض على جريمة يعاقب عليها القانون و هو القتل
و يمكن لسيادتم العودة الى شخص ضليع فى القانون ليلقى عليكم الزيد من الضوء على هذه النقاط .. المهم ان فى جريمة اعتيال السادات ثبت ان القتلة كانوا يتتلمذون على يد الشيخ عمر عبد الرحمن .. و مع هذا برأته المحكمة ..
هذا من الناحية القانونية ..
أما من حيث الناحية المنطقية .. لآ يمكن بحال أن نطالب نحن المسلمون بمحاكمة (من يلقون بالفتاوى الإسلامية) .. بواسطة غير المسلمين .. هذا ليس تخصصهم أساسا .. عموما فهو مستحيل لأن فعل (الفتوى) ليس مجرما قانونا ..
هذا لا ينفى وجود الكثير من النقاط الوجيهة سواء فى البيان أو فى المقالات التالية من فداحة خطر هذه الفتاوى و صعوبة اجتثاثها .. لأنها أساسا تراكمات مئات السنين .. للأسف .. شوهوا الدين منهم لله .. و فتنوا البسطاء ..
و حسبنا الله و نعم الوكيل .. نعم المولى و نعم المصير ..
و اخيرا .. أعترض على ردود هنا تلوح و تلمح "بالتكفير" .. نريد أن نهجر هذه العادة السيئة ..
و حسبنا الله و نعم الوكيل .. نعم المولى و نعم المصير ..