|
ألا مهلاً بريدَ الصبحِ مهلاً |
فقد أوشكتُ أنْ أُنهي الرسالَهْ |
تحمَّلْها ، ففيها بعضُ دمعٍ |
أَسَلْتُ ، و لا تسلني من أسالَهْ |
و فيها اللومُ ، علَّ اللومَ يُجدي |
فيأتيني الجوابُ على عُجالَهْ |
و بين سطورها نبضاتُ قلبي |
تميدُ كشاربٍ حدَّ الثُمالَهْ |
و قد زيَّنْتُ بالأشواق طِرسي |
و بالتحنانِ توّجتُ المقالَهْ |
و من عَبَقِ الجراحِ نثرتُ عطراً |
و من نورِ الهمومِ قطفتُ هالَهْ |
و ضمَّنتُ الخطابَ عميقَ شوقي |
لمحبوبٍ سقاني ما بدا لَه ْ |
ترفَّقْ يا بريدي بي عساني |
أجاوز شامخاً نهرَ الكلالَهْ |
فأصنعُ من أحاسيسي جناحاً |
إلى وطني ، لأسترضي رمالَهْ |
و أسترضي النخيلَ بكلِّ سهلٍ |
بوادي النيلِ ، أستجدي ظِلالَهْ |
و أطلب صفحَ أهلي أن طواني |
بعيداً عنهمُ ليلُ الملالَهْ |
و شدَّ وَثَاقَهُ فوقَ اْحتمالي |
فدكَّ البعدُ قلبي و احتماله |
ألا خبَّرتَ يا مِرسالُ عنّي |
بأني لستُ من أهل النذالَهْ |
و حفظُ العهدِ بعضٌ من خصالي |
و مثلي ليس من ينسى خصالَهْ |
و إن طال النوى بالرغم مِنِّي |
فإنِّي ما أردتُ لهُ اْستطالَهْ |
سعيْتُ لأجلِ رزقٍ من حلالٍ |
و جُبتُ الأرضَ عمراً كي أنالَهْ |
ركضْتُ وراءهُ برّاً و بحراً |
و كدت أطير كي أرقى جبالَهْ |
فما نالتْ يميني غير قدْرٍ |
قضاهُ اللهُ ربِّي ذو الجلالَهْ |
أيا عبداً لجمعِ المالِ عُذراً |
أتدري ما السبيلُ إلى الضلاله ْ؟ |
سبيلُكَ في اْغتصابِ المالِ غدراً |
فبئس المالُ ، قد أشقى رِجالَهْ |
فكُن حَذِراً إذا جَمَّعتَ مالاً |
فإن حرامَهُ يُفني حلالَهْ |