إني أتـــــألم وأتـــــأمل
يباغتني الشعور بالخوف والوجل كلما تذكرت ذنوبي وشيء ما يصرخ عاليا بداخلي :
إني أتألم ....................
أتجرع الألم قطرة قطرة ويتغلغل مع مسام الجلد مع كل نسمة هواء , وتكبر حيرتي وسؤالي أهذا حال من يؤمن بالله وباليوم الآخر إيمانا راسخا ؟؟
مازالت الرؤيا تطرق ذهني بمطارق توقظ الإحساس بالشوق إلى الوصول :
كلمة فقط :
لم نصل بعد .تلاها صوت باب يفتح بقوة .وتلتقي حقيقة الرؤيا بحقيقة الواقع .والسؤال ينهرني ويزجرني إلى مزيد من التأمل .
أأصل ومعي هذا الألم الذي يمزق كياني ويجرعني المرارة مع كل شهيق وزفير ؟؟
كم طال غيابي وكم تألمت وتحسرت على كل لحظة عشتها بعيدا عن الله ...
ظننت يوما أن الحب سيمدني بالسعادة والفرح ,وكان أن تعلمت أنه لا تأتي هذه النعمة الكبرى من قِبل مخلوق مثلي ضعيف يحتاج لرحمة الحنان المنان
إنما ذاك فضل الله يؤتيه من يشاء .
الجميل في الألم أننا منه نتعلم ونتأمل ونعرف حقيقة العطاء والمنع .
وأنه لا محروم إلا من حرم لذة القرب من مولاه .
كيف للحزن أن يتطاول على فرح مصدره رحمة الله وكرمه ؟ لن يغلب عسر يسرين ولن يموت قلب يذكر الله بفوات محبوب من المحبوبات الفانية .
ستعلو همتي باللجوء إلى خالق الأرض والسموات وسألهج بالدعاء والاستغفار .
إني أتألم ...
وأوقن أنه لا أحد أبدا يستطيع أن يخرجني من دائرة الحيرة المهلكة إلا الله .
ولن أبحث عن جواب لسؤالي : لماذا ؟ وكيف ؟ ومتى ؟
بل سأكبح جماح هذه النفس الأمارة بالسوء بكلمة فقط :
قدر الله وما شاء فعل .
وبكل ذرة في كياني سأهمس برجاء من انقطع رجاؤه :
يا مجيب المضطر إذا دعاه أجب سؤلي وحقق أملي
يا ملك الملوك أقل عثاري .
وزادي تسبيح وتهليل وتكبير.ودوائي أستغفر الله العظيم وأتوب إليه.
روحي القلقة تستغيث وتستنجد رب القلوب أن ينير قلبي
خافقي نبضه متسارع يتلهف ويتطلع إلى قطرة غيث تروي عطشه وتغمره بالطمأنينة والسكينة .
إني أتألم رغما عني وبحر من الدموع يتدفق كالشلال يظهر فقري وعجزي حاجتي , وكأنني في صحراء قاحلة لا أمل لي في النجاة منها إلا أن ألجأ إلى الله .
عاجزة أنا ويائسة من كل الأسباب وبارقة أمل تومض وتشع نورا تردد في حنايا قلبي الحزين :
قال تعالى : وَذَا النُّونِ إِذْ ذَهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَنْ لَنْ نَقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَىٰ فِي الظُّلُمَاتِ أَنْ لَا إِلَٰهَ إِلَّا أَنْتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنْتُ مِنَ الظَّالِمِينَ (87) الأنبياء .
العاجز من عجز عن الدعاء واستكان للألم يمزق روحه ويجعله فريسة لليأس .
أيا ربي أحتاج جرعة آمان تسكن بها روحي ويطمئن بها قلبي وأتطهر بها من الذنوب والخطايا .
وإن ظل هناك ألم فبه سأتعلم فن الدعاء والرجاء والأمل في الله
إني أتألم وأتأمل , وآمل في الله الخير الكثير ...