|
بَدَتْ لَكَ كَلْمَى تَشْتَكِي كَفَّ مَنْ أَدْمَى |
حَشَاهَا فَلمْ تَسْطِعْ لْجُرحٍ بِهَا لَأْمَا |
بَدَتْ لَكَ لَمَّا أُبْتَ قَصْدَ امْتِطَائِها |
وَقُبلُ حَسِبْتَ العَيْشَ مِنْ دُوْنِها سِلْمَا |
خَضَعْتَ لَهَا قَسْرًا وَإِنْ شَقَّ نَهْجُهَا |
فَأَقَسَى مِنْ التَّسْهِيدِ لِلْعَيْنِ أَنْ تُعْمَى |
وَبَذْلُ نَفِيسٍ يَدْفَعُ الشرَّ نِعْمَةٌ |
لِأمَنِ الفَتَى مَا شَقَّ لَا رَاحةُ النُعْمَى |
أْلَا إنَّ أَلْفًا مِنْ خُصُومِكَ هَيِّنٌ |
عَلِيكَ وَلَا تَلْقَاهُ مِنْ نَفْسِكَ الخَصْمَا |
فَسْيفُكَ مَثْلُوماً غَدَا حَيْنَ عِفْتَهُ |
مِرَاساً فَأَمَّا التِّرْسُ لَمْ يُوْقِكَ السَّهْمَا |
وَكُلُّ قَدِيمٍ أَتْلَفَ الدَّهرُ مُبْدَلٌ |
بِأَفْضَلَ إِلا النَّفْسَ مَا لَمْ تَرُمْ عَزْمَا |
تَحَرَّى فَمَا غَارَتْ عَلَى المَرْءِ قُوَّةٌ |
أَعَدَّ لَهَا أَقَوى وَقَدْ حَصَّنَ المَرْمَى |
فَإيهٍ أَيَا نَفْسِي تَمَطَّيْ عَزِيزَةً |
وَإِيهٍ أَيَا قَلْبِي أَحِدْ ذَلِكَ الهَمَّا |
وَإِيْهٍ أيَا عَيْنِي السَّمَا تِلْكَ فَانْظُرِي |
وَإِيْهٍ أَيَا أَنْفِي الرُّبَا عَطّرَ الشَّمَّا |
أَعُودَ نَعْمَ للشِّعْرِ أُزْجي قَصَائِدِي |
وَأُخْلِفُ وَعْداً قَدْ قَطُعْتُ فَمَا تَمَّا |
لِأجْلِ كَرِيمٍ بلْ لِكُّلِّ أَخٍ سَمَا |
فَذَا قَمَرٌ يَزْهُو وَذَا يَمْتَطِي نََجْمَا |
فَدَاْكُمْ بَلا زَيْفٍ فَؤَادٌ وَمُهْجَةٌ |
عَلى الدِّينِ والأَخْلَاقِ خَلْفَ التَّقَى ائْتَمَّا |
فَدَتْكُمْ قَوَافٍ تَسْتَعِيرُ مِنْ الدِّمَا |
حُرُوفًا وَمَنْ نَبْضِ الفُؤَادِ لَكُمْ نَغْمَا |
لِأَجْلِكَ يَا مَنْ بِالجَمَالِ تَجَمَّلَتْ |
أَفَانِينُ دَوْحِي مِنْهُ إِذْ أَحْسَنَ الرَّسْمَا |
لِأَجْلِكَ أَسَقْي الشِّعْرَ بَعْدَ احْتِبَاسِهِ |
وَإِنْ غَصَّ حَلْقِي بِالرَّوَافِدِ أَوْ أَظْمَا |
وَلكِنَّ لِي حَقًّا عَلَيْكَ أَلَأ اقْضِهِ |
وَلَا تَبْتَئِسْ مِمَّنْ أَرَادَ بِنَا ذَمَّا |
فَعُدْ أَنْتَ أَنْتَ الشَّهْدُ والمِسْكُ والسَّنَا |
وَأنْتَ جَمَالٌ لَا يَرَاهُ الفَتَى الأَعْمَى |
وَأَنْتَ بَصِيرٌ بِالأُمُورِ تَسُوسُهَا |
وَكُلُّ عَظِيمٍ لَا يَقُودُ سِوَى العُظْمَى |
فَحُولُكَ صَحْبٌ قَدْ عَهِدْتَ فَعَالَهُمْ |
كِفَاءٌ فَهَلْ تَرْضِى لِمَحْفَلِهِمْ هَدْمَا! |
مَسِيرَتُنَا تَبْقَى وَيَبْقَى رِجَالُهَا |
وَيَحْفَظُهَا الرَّحْمَنُ مِنْ بَغْيِ مَنْ هَمَّا |
فَعُدْ رَاضِيًا لَا تُلْقِ بِالًا لِكُلِّ مَنْ |
أَرَادَ عَلَى جُورٍ لِشَوْكَتِنَا وَصْمَا |
وَعُدْ سَالِمًا مِنْ كُلِّ غَبْنٍ وَغُصَّةٍ |
وَلَا تَكْتَرِثْ مَا لَمْ تُصِبْ في ِالوَرَى إِثْمَا |
فُكُلُّ كَرِيمٍ لَا تُكَدِّرُهُ الوَرَى |
وَإِنْ كَدَّرُوا مَاءَ السَّحَائِبِ وَاليَمَّا |
فُطُهْرُ الفَتَى قَلْبٌ تَعَلَّقَ بِالتُّقَى |
وَعَقْلٌ يَسُوُقُ الرُّشْدَ وَالعِلْمَ وَالحِلْمَا |
وَنْفَسٌ عَلَى مُرِّ الزَمَانِ صَبُورَةٌ |
وَرُوحُ تَرَى نَورَ الفَضَاءِ لَهَا جِسْمَا |
وَطَبْعٌ تَجَلَّى لَمْ تَسُؤْهُ خَلِيْقَةٌ |
تَوَشَّحَ بِالقُرْآنِ وَالسَّنَّةِ العُظْمَى |
أَلَا إِنَّ عَيْبَ المَرْءِ فَلْتُ لِسَانَهِ |
هَوًى يُلْحِقُ النَّاسَ المَذَمَّةَ والشَّتْمَا |
وَكُلُّ ذَمِيْمٍ إِنْ ذَمَمَتَ فَمِثْلَهُ |
وَمَنْ يَذْمُمِ النَّاس َ اسْتُذِمَّ وَمَا ذَمَّا |
فَمَا نِلْتَ مِنْ طَوْدٍ بِرَجْمِكَ سَفْحَهُ |
عَلَى سَفَهٍ يُضْنِيكَ بَلْ زِدْتَهُ حَجْمَا |
وَصَمْتُ الفَتَى حِلْمًا إِذَا ضِيمَ حَقُّهُ |
كَمِسْكٍ عَلَى الأَخْلاطِ يَطْغَى مَتَى نَمَّا |
فَمَا عَابَ نُورُ الشَّمسِ حُجْبُ غَمَامَةٍ |
وَلَا البَدْرُ مَنَقُوصَ الكَمَالِ إِذَا غُمّا |
يَغِيبُ أَخُو الأيَّامِ عَنْ عِيْنِ أَهْلِهِ |
وَيَبْقَى لَهُمْ مِنْ حُسْنِ أَخْلَاقِهِ وَسْمَا |
وَيَبْلُغُ صُوْتُ المَرْءِ بِالرِّفْقِ غَايَةً |
وَيُكْرَهُ لاَجَدْوًى يُثِيرُ إِذَا أَصْمَى |
وإِنْ سَمَتِ الأَفْكَارُ فِي نَهْجِ طَرْحِهَا |
فَحُسْنُ خَلَاقِ المَرْءِ مِنْ طَرْحِهَا أَسْمَى |
فَما العَذْبُ مَشْرُوبًا وَإِنْ أَنْتَ ظَامِئٌ |
بِقِرْبَةِ مَنْ أَلْفَيْتَهُ يُفْرِغُ السُّمَّا |
وَلكِنَّ حُسْنَ الظَّنِّ مِن شِيَمِ الفَتَى |
يَعِيْشُ بِهِ شَهْمًا وَيرْدَى بِهِ شَهْمًا |