السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..
أستاذنا الفاضل د. سمير العمرى والإخوة جميعا :
ترددت فى المشاركة هنا ربما لوجهة نظر أراها وهى أن القوانين والقرارات الإدارية كقاعدة عامة ـ
طالما أنها صدرت فعلا ـ فلا مجال للتعليق أو التعقيب ..
فالنقاش حول القرارات إنما يكون سابقا على صدورها ..
ولهذا فالإدارات لها حرية إصدار ما يناسبها من لوائح تحفظ لها رسالتها والأعضاء لهم القبول والإلتزام بها أو رفضها ومن ثم عدم الإستمرار
لكن وطالما أن فى النقاش متسع ..
فأستأذن الأخ والصديق العمرى حفظه الله فى بيان وجهة نظرى ودفاعى عن نفسي واعدا إياه ألا يكون هذا الدفاع افتتاحا لحوار متجدد أو جدل آخر بل سأكتفي بطرح وجهة نظرى دون الدخول فى أى جدال
وهى والله وجهة نظر واضحة لست أدرى أين تكمن الصعوبة فى إدراكها :
فبالنسبة للأعضاء الشيعة الذين رأوا فى موضوعاتى هجوما وتسفيها لهم بمجموعهم ..
فأقول لهم بأبسط عبارة وفى سؤال منطقي جدا يحسم أى خلاف
هل هاجمتكم أنتم أم هاجمت شيعة بعينهم ليس ضروريا أن تكونوا منهم ؟!
أنتم هنا دخلتم تدافعون وتعترضون على ما أكتب فدعونى أسأل سؤالا واحدا
أنا ما كتبت إلا ضد الشيعة الذين يعتقدون ويفعلون الآتى :
يعتقدون تحريف القرآن ويكفرون الصحابة والمسلمين ويعتدون على أمهات المؤمنين
فهل أنتم من هؤلاء وتؤمنون بهذا كله ولهذا دخلتم غاضبين لأجلهم ؟!
أم أنكم لا تعتقدون بشيئ من ذلك ؟!
فإن قلتم نعم نحن منهم ونعتقد بقولهم .. فعندئذ موضوعاتى تشملكم حتما ولا حق لكم فى الإنكار علىّ بها أنى أدافع عن دينى كما تدافعون عن علمائكم
وإن قلتم لا لسنا منهم ولا نعتقد بأى شيئ من ذلك
فعلام الغضب لهم إذا ؟!
أنتم فى هذه الحالة غير معنيين أصلا بما أكتب ولا شأن لى معكم إطلاقا ..
فإن قال قائل أنك تهاجم بشكل عام فأقول أوضحت مرارا أننى أهاجم من أسميهم باسمهم وأننى أعتقد جازما أن الشيعة الإثناعشرية ليسوا سواء فمنهم العوام ومن لا يرضون بهذه الكفريات ومنهم من يرضي ويروج لها ..
وطالما أننى أقيم الدليل الصريح والبرهان الصحيح على إتهاماتى فليس لأحد أن يعترض إلا إذا كان ما نسوقه من أدلة مكذوبا علي من نتهمه ..
وها هى الموضوعات أمامكم ما استطاع أحد ان ينكر ما نسبناه إلى العلماء الشيعة القائلين بهذا لأننا نقلنا من كتبهم ومواضعهم نقلا مباشرا ..
فإن قلتم هم علماؤنا وفى نفس الوقت نحن لا نعتقد بما يقولون ..
فأقول أن هذا الكلام لا يقبله عاقل فضلا على عالم ..
فنحن لا نتحدث عن أخطاء يمكن اعتبارها هفوات وزلات .. بل نتحدث عن عقيدة يعتقدها هؤلاء القوم فمن يعتقد بها يدافع عنهم ويعلن ذلك
عقيدة مستمرة ومجمع عليها ومنتشرة انتشارا رهيبا إعلاميا
ومن لا يعتقد بها فليس له أن يعيب علينا ..
والذين يعيبون علىّ قوة اللهجة فى الرد والهجوم .. أقول لهم ..
والله لو أننى وجدت خيرا أو محاولة جدية لحوار يبتغي الحق حقا ما هاجمت بهذه اللهجة
والدليل أن الأخ حسن العطية عندما غير لهجته فظننته بدأ فى تحرى الحق فعلا بقوله هنا :
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...4&postcount=67
قمت بقلب لهجتى مائة وثمانين درجة ورحبت به واحتفيت به واحكموا على الرد هنا :
https://www.rabitat-alwaha.net/molta...8&postcount=68
فهل هذا التصرف من تصرف من يريد الفتن أم هو تصرف من يتمنى الإصلاح والخير ؟!
أما بالنسبة لبعض الإخوة الذين اعترضوا على أصل الموضوعات وكانت اعتراضاتهم تتمثل فى أن الموضوعات والبحوث المنشورة نعم هى حق ولكنها تثير الفتنة أو أنها مقدمة فى قوالب مستفزة فنقول :
الموضوعات التى ينطبق عليها وصف إثارة الفتنة لها شروط وهى أن يكون محتواها يثير العصبيات القبلية أو العصبيات المذهبية فى إطار العقيدة الواحدة أو العصبيات السخيفة مثل تعصب المصري ضد الجزائري أو تعصب السعودى ضد العراقي
فالموضوعات التى تكون بهذا الشكل هى موضوعات فتنة والخائض فيها مذموم حتما
أما الدفاع عن الدين وإنكار المنكر والأمر بالمعروف .. فهذا ليس مباحا فقط بل هو أوجب الواجب ..
ومن يقول بغير ذلك فعليه الدليل .. وهيهات أن يجده لأن هذا الأمر عقيدة مجمع عليها بين المسلمين ودلت عليها النصوص
يقول عز وجل :
[
كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ المُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللهِ وَلَوْ آَمَنَ أَهْلُ الكِتَابِ لَكَانَ خَيْرًا لَهُمْ مِنْهُمُ المُؤْمِنُونَ وَأَكْثَرُهُمُ الفَاسِقُونَ] {آل عمران:110}
أى أن الله عز وجل جعل شرط الخيرية لهذه الأمة هو الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر .. وأولى أوليات الأمر بالمعروف والنهى عن المنكر هو تنقية الدين من شوائب البدع التى ترتكبها الفرق المختلفة .. فهذه ليست خلافات مذهبية فى إطار عقيدة الإسلام المتفق عليها بل هى خلافات عقدية فى أصل الدين
والله عز وجل حذرنا الفرقة كما حذرنا الإجتماع على غير كلمة التوحيد الصحيح ..
ولو أن مسألة الدعوة للوحدة الإسلامية كانت دعوة بلا ضوابط .. لما قام النبي عليه الصلاة والسلام بنبذ المنافقين والبراءة منهم وعدم اتخاذهم عضدا رغم أنهم يظهرون الإسلام .. ومع ذلك قد أمر الله عز وجل بنبذهم والبراءة منهم ..
يقول عز وجل :
[
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِنْ دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ البَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الآَيَاتِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْقِلُونَ] {آل عمران:118}
ويقول عز وجل :
[
لَوْ خَرَجُوا فِيكُمْ مَا زَادُوكُمْ إِلَّا خَبَالًا وَلَأَوْضَعُوا خِلَالَكُمْ يَبْغُونَكُمُ الفِتْنَةَ وَفِيكُمْ سَمَّاعُونَ لَهُمْ وَاللهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ] {التوبة:47}
فلماذا ـ تحت ذريعة الوحدة الإسلامية ـ لم يتألف النبي عليه الصلاة والسلام المنافقين ؟!!
ولماذا نهى الله عز وجل عن خروجهم مع المسلمين أو دخولهم فى جماعتهم ..
وبمثل هذا فعل الصحابة رضي الله عنهم .. فقاتل
علىّ رضي الله عنه الخوارج جزاء بدعتهم .. فلماذا لم يتذرع بالوحدة الإسلامية ويسكت عنهم ؟!
رغم أنهم يدعون الإسلام ويقيمون الفرائض ؟!
وهذا أيضا ما أجمعت عليه كلمة العلماء عبر العصور ..
فقام
أحمد بن حنبل بمحاربة المعتزلة وحكم على أقوالهم بالكفر ونهى عن مجالستهم ومخالطتهم وأمر أمرا عظيما بضرورة الإنكار عليهم رغم أنهم يدعون الإسلام ويقيمون الفرائض .. ولم يتذرع بالوحدة الإسلامية ؟!
والإمام
أبي بكر النابلسي عندما واجه أمير دولة الرافضة الإسماعيلية فى مصر التى ادعت الإسلام والإنتساب لآل بيت النبوة قال له هذا الأمير
(
أأنت الذى تقول لو كان معى عشرة أسهم لرميت الروم بتسعة ورميت الرافضة بسهم )
فضحك الإمام النابلسي وقال
(
بل أنا الذى يقول لو كان معى عشرة أسهم لرميت الروم بسهم ورميتكم بتسعة )
فأمر الرافضي بسلخه حيا !
أى أن هذا الفقيه ولأن الرافضة الإسماعيلية كانوا يكتبون سب أبي بكر وعمر على المساجد وفى الآذان أوجب أنهم أخبث وأشر من الروم رغم أن الروم كفار وأعداء للإسلام وهؤلاء يظهرون الإسلام !
فلماذا لم ينادى النابلسي وغيره بالوحدة الإسلامية مع الروافض لمواجهة الروم وجعل حربهم أولى من حرب الروم
أما الأخت التى اعترضت فى أحد الموضوعات وقالت أن هذا الأمر يجعل النصاري يشمتون بنا !!!
فأقول لها نحن لا نخاف شماتة النصاري عندما نخف لحماية صحابة النبي عليه الصلاة والسلام بل نخاف الله عز وجل ..
فبماذا نجيب رب العالمين عندما يسألنا عن عدم إنكارنا على سب الصحابة وتكفيرهم ..
هل نقول خفنا على الوحدة الإسلامية أم خفنا من شماتة النصاري ؟!!
وعندما واجه
الإمام بن حزم النصاري فى مناظرات شهيرة سجلها فى كتابه الفصل فى الملل والنحل .. واحتج عليه النصاري بتحريف القرآن عند المسلمين ودللوا بأقوال الشيعة ..
فهل تراجع بن حزم وخاف من الشماتة أم أنه قال بأن من يقول بالتحريف عندنا كافر لا يحتج به أحد علينا وهم ليسوا منا ؟!
وعندما نقرأ القرآن فنلمح أكثر من ثلاثين آية تدعونا إلى نصرة الصحابة واتباعهم .. ماذا نفعل فيها ؟!
نحذفها من المصحف كى نتوحد مع الشيعة ؟! أم نقرأها كالببغاوات دون تطبيق ؟!
وبالله عليكم ..
لو أن أحدا من هؤلاء المنادين بالوحدة أو الخوف من شماتة النصاري تعرض للسب والتكفير علنا فى منتدى الواحة هنا .. هل سيرضي أم سيغضب؟!
لئن غضب واستفزه الهجوم فدافع عن نفسه فهو هنا يخاف على نفسه أكثر مما يخاف على عرض الصحابة الذي جعل النبي عليه الصلاة والسلام حبهم إيمان والخوف عليهم من الإسلام واتباعهم هو اتباع السنة وبغضهم آية من آيات النفاق ..
فلو غضب المسلم لنفسه أكثر من غضبه لهم فعليه أن يراجع إسلامه ..
ولئن لم يغضب للسب والإتهام بالزنا فهو إذا ديوث يقبل الإتهام الظالم دون أن يدفع عن نفسه ؟
وطالما أن الواجب هو الغضب والدفع عن النفس فالدفع والغضب للصحابة أولى من الغضب للنفس والإبن والولد والوالد ..
وكيف لا ندفع .. وكيف لا ندافع والله عز وجل هو القائل :
[مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآَزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الكُفَّارَ وَعَدَ اللهُ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا] {الفتح:29}
ومن هذه الآية استنبط الإمام مالك أن كل من يغيظه أحد من الصحابة هو كافر لأنهم لا يغيظون إلا الكفار ..
فإن كان هناك من الشيعة من لا يبغضهم ـ ومنهم فعلا من هو كذلك ـ فالواجب عليه أن يشاركنا فى الهجوم على من يبغضهم لا أن يغضب للزنادقة !
والمعترضون بحجة الوحدة
لست أدرى أين هؤلاء من قول ووصية النبي عليه الصلاة والسلام
(
الله الله فى أصحابي .. لا تتخذوهم بعدى غرضا فمن أحبهم فبحبي أحبهم ومن أبغضهم فببغضي أبغضهم )
وأين هؤلاء من قوله عليه الصلاة والسلام فى الحديث المنسوب إليه
(
إذا ظهر الفتن وسُب أصحابي .. فعلى العالم أن يظهر علمه وإلا فعليه لعنة الله والملائكة والناس أجمعين !)
فهل بعد قول النبي ووصيته عليه الصلاة والسلام .. قول آخر !!
وهل يستطيع إنسان مسلم أن يدعى أنه أخوف على الوحدة الإسلامية من النبي عليه الصلاة والسلام والذى أوصي برد الإعتداء عن الدين وعن صحابته ؟!!
إن المرء منا إذا قابله إنسان ما بطلاقة وجه وبشر .. يفرح لذلك ويحسبه تكريما ..
وإذا قامت الواحة مثلا بإعطاء وسام لأحد من أعضائها تجده فرحا فخورا ويعتبره صنيع معروف وجميل لا ينسي ..
وتجده إذا رأى أحدا يهاجم الواحة أو أحدا من أعضائها أخذته الغيرة فدافع عن الواحة وعن أهلها ؟!
فما بالكم أيها العقلاء تستنكرون علينا أن نرد الجميل لصحابة النبي عليه الصلاة والسلام وهم الذين جعلهم الله تعالى سببا فى أننا مسلمين !
فمن لولاهم ـ يا من تغارون على الوحده ـ كان سيصبح فى نعمة الإسلام لولا هذا الجيل الأشرف الذى تحمل العذاب وقاسي الويلات لفتح البلاد وهدى العباد ورفع كلمة التوحيد عالية خفاقة فى أرجاء العالم أجمع ؟!
أتطلبون الوحدة مع من يكفر صاحب الفضل فى رفع كلمة التوحيد ؟!
أتغضبون لأننا نغضب لشرف وعرض أمهات المؤمنين ؟!
أولم يقل الله عز وجل أن زوجات النبي عليه الصلاة والسلام هم أمهاتنا ؟!
[
النَّبِيُّ أَوْلَى بِالمُؤْمِنِينَ مِنْ أَنْفُسِهِمْ وَأَزْوَاجُهُ أُمَّهَاتُهُمْ وَأُولُو الأَرْحَامِ بَعْضُهُمْ أَوْلَى بِبَعْضٍ فِي كِتَابِ اللهِ مِنَ المُؤْمِنِينَ وَالمُهَاجِرِينَ إِلَّا أَنْ تَفْعَلُوا إِلَى أَوْلِيَائِكُمْ مَعْرُوفًا كَانَ ذَلِكَ فِي الكِتَابِ مَسْطُورًا] {الأحزاب:6}
أيرضي أحدكم أن يتوحد مع من يتهم أمه بالزنا ؟!
هذه والله مصيبة جامعة !!
إن أى إنسان لديه ذرة من الغيرة تجده يعادى من اتهم أمه بالزنا إن لم يبادر بقتله وتمزيقه ..
فكيف لا نعادى من يتهم أمهاتنا بنص القرآن .. ونغضب لمن يتهم أمهاتنا بالنسب ..
لقد نشرت موضوعاتى ودخلت فى مناظرات متعمدة مع الرافضة ومن يتبنى فكرهم فى المنتديات التى لا تثير أو تعرف عنهم شيئا
ولم أنشرها فى المنتديات المتخصصة التى تعنى بالرد على الرافضة والصوفية وغيرهم
لأن المنتديات المتخصصة لا تحتاج المعرفة وإنما يحتاجها من لا يعلم ومن ينخدع بنداء الوحدة والتقية ..
تماما كما انخدع كاتب هذه السطور قبل ثلاثة أعوام .. وكنت من أشد المدافعين عنهم ونشرت فى نصرتهم الكثير ..
وبعد أن طلعت وعرفت ..
ما كان لى أن أسكت لا أنا ولا غيري ..
لأن هذه الأقلام التى فى أيدينا إن لم نجعلها سيوفا على الباطل .. فتعسا لها من أقلام !
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته