* قضية الزواج
من المعروف بالطبع أن الزواج يمثل للرجل استقامة حياته , بينما هو للمرأة حياتها كلها .. ويعود هذا إلى طبيعة خلق المرأة لا كما يصوره العلمانيون على أنه عيب فيها ..
فالرجل الذى قد يداري طموحه العملى وطبيعته الخشنة حاجته لدفء تكوين الأسرة لا يمكن للمرأة تحت أى ظرف أن تصبح مثله لأن طبيعة الحنان فى أعماقها هى التى تدفعها للبحث والإستقرار فى عش هادئ يكفل لها الحماية المناسبة لطبيعتها
وشتان بين الباحث عن الحماية , والباحث عن السكن والراحة ..
لأن الباحث عن الحماية {
المرأة } لا تملك أن تستغنى عنها , والباحث عن السكن والراحة {
الرجل } يبحث عن إكمال جوانب حياته
وبعد أن أصبح الزواج فى المركز الثالث من طموحات الفتيات الظاهرة بعد التعليم الرسمى والعمل
فما الذى أدى إليه ذلك فى ظل التأيد الكاسح لهذا التوجه من الإعلام الرسمى ؟!
التجربة تقول وتتحدث ..
فبالرغم من أن المرأة بلا زواج تقع فريسة لمختلف التأثيرات السلبية النفسية إلا أن البعض لا زال يكابر , وعلى الرغم من دعوى انفتاح المرأة على المجتمع كما يسميها الأدعياء حملت من ضمن مبرراتها زيادة فرص الزواج إلا أن التجربة أثبتت العكس بشكل ساحق .
ولنأخذ المثال الأول وهو مصر ونعرض التجربة فيها لنكتشف مثلا الفارق بين مصر قبل عام 1950 م , وبين مصر بعدها وحتى عهدنا الحالى ..
ففي عهد الطباع المجتمعية الرصينة كانت نسبة العنوسة لا تزيد عن خمسة بالمائة ,
هذا إن وجدت أصلا .. ومعها بنفس النسبة بالغة الضآلة نسبة الطلاق فكان شبه منعدم بالمجتمع ـ
لا سيما الأرياف ـ أما الذى لم تعرفه مصر نهائيا كظاهرة هو ظاهرة اللجوء للمحاكم فى قضايا الزواج والطلاق حيث ظلت تلك القضايا حالات فردية وفقط معظمها فى أمور الميراث
أما بعصرنا الحالى فحدث ولا حرج ..فالمجتمع فى مصر على سبيل المثال يستنكر أشد الإستنكار ما تنقله الصحافة ووسائل الإعلام عن المهازل التى تحدث فى قضايا الأحوال الشخصية وسماها الإعلاميون الأهوال الشخصية فهى فى البداية كعدد تفوق سنويا القضايا الشخصية مجموع القضايا المتداولة فى جميع أنواعها أمام القضاء
والكارثة ليست فى الكم وحده بل فى الكيف أيضا , فما كان بالأمس مجرد استثناء أصبح اليوم قاعدة , فالطلاق كان أصلا استثناء لم يألفه المجتمع لا سيما بالريف لكنه أصبح اليوم يشكل حد الظاهرة المتكررة بشكل فادح وبعد فترات زواج تتراوح بين الشهر وبين الثلاثة أعوام !
أما قضايا الطلاق ففيها من ألاعيب الممارسات القضائية ما ينهى ويقضي على مفهوم الأسرة وهيبتها وتكوينها فى المجتمع مع الكم الهائل من الاتهامات المتبادلة بين الأزواج للحصول على حكم بالطلاق أو بعدمه , ولا ينتهى الأمر عند ذلك بل يمتد إلى قضايا النفقة وتبديد الأثاث وحق السكن وما إلى ذلك من قضايا قد يمضي على بعضها فترات تتجاوز عشرة أعوام
ولا داعى للتساؤل قطعا عن موقف الأبناء
لأن تأمل المجتمع اليوم بما فيه من تراجع لسطوة الأخلاق الحاكمة للشارع يدل دلالة قاطعة على غياب دور الأسرة نهائيا
أما بالنسبة لنسبة الزواج نفسه
فنظرة إلى الأرقام تنبيك عن الهول , إذ بلغ عدد فتيات العنوسة قبل أربعة أعوام حوالى
خمسة ملايين فتاة بين الثلاثين والأربعين عاما !
وإذا كان هذا حال فترة خريف العمر فما بالنا بعدد الفتيات المعانين من العنوسة فى السن الأقل من العشرين وحتى الثلاثين
وكل الأسباب المؤدية لهذه النتيجة تكمن أصلا فى محاربة طبيعة المرأة بخروجها للشارع بهذا الشكل الكثيف والذى أدى معه إلى البطالة كأحد أكبر الأسباب , وثانيها تراجع الرغبة من الشباب أنفسهم لانهيار أهم ما يدعو الشاب لفتاة أحلامه ألا وهو القيم المبنية على التقاليد الدينية ..
ولنضرب مثلا طريفا لذلك ,
فلو تأملنا الأغانى العاطفية التى كانت متداولة فى فترة ما قبل منتصف القرن العشرين وبعدها بقليل وتأملنا حال أغانى اليوم لوجدنا فارقا ضخما جدا ,
ليس فى مستوى الإبتذال الذى تعانى منه الأغانى الحديثة وحسب بل حتى فى محتوى الكلمات التى تعبر عن طبيعة المجتمع
فقديما كانت هناك أغنية شهيرة غناها المطرب
لشبشب حبيبته , وأخرى للخلخال , وثالثة للشال { الخمار } ورابعة للشباك التى تطل منه الحبيبة وخامسة لمنديل الحبيبة , وسادسة تقول غاب القمر يا بن عمى يلا روحنى
وهذا طبيعى لأن الحبيبة قابعة فى منزلها مغيبة فيه ورؤيتها وحدها كانت حدثا يستحق أن يتغنى به المغنون
أما الآن لو بحثنا عن قصة كقصة حسن ونعيمة مثلا
لن نجد حسن يتغنى لنعيمة بشيئ من ذلك , فمن المجنون الذى سيغنى لشباك الحبيبة التى تطل منه مرة واحدة كل يوم والحبيبة قابعة إلى جواره ست ساعات فى العمل !
ولهذا كان من الضرورى أن تواكب الأغانى ما وصل إليه المجتمع فسمعنا أغانى من عينة ,
غمض عنيك وفى حضنى نام " هات من الآخر يا عم ",
قلي بحبك بصوت عالى " فين بقي أيام زمان صوت عالى كان معناها علقة سخنة " ,
أجرى عليه وأ... " واللى حافظ الأغنية يكمل " ,
حبك هادى وأنا مليت الحب العادى " ومحدش قالنا ايه هو الحب اللى مش عادى وظروفه ايه يعنى "
ولا تسأل عن أيام الشباك فقد تم كسره مع الباب , ولا تسأل عن القمر الذى غاب لأن الأخلاق ذاتها غابت
ولو أوغلنا الزمن قليلا لوجدنا قصائد الغزل الذى لا تتوقف عن وصف حياء الحبيبة واحمرار خديها لمجرد خاطر خطر لها كما غنت فيروز "
وقف يا أسمر .. فيه اليك عندى كلام " ,
مكررة روائع الشعر العربي القديم
وأغض طرفي إن بدت لى جارتى ×× حتى يوارى جارتى مثواها
والشاعر هنا يتحدث عن الجارة فما بالنا لو عاش بعصرنا ورأى أن الجيرة انفتح مداها قليلا " مدى العالم كله فقط "
ومع كل هذا الإبتذال نشأ التعود
وهذا أمر طبيعى ونشأ العزوف والملل بعد ذلك فكان حتما على الإغراءات أن تتزايد لتجلب الشباب " دلوقتى فين الشاب الذى يثير عاطفته منديل "
وتفاقمت الأزمة لتظهر المذاهب الجديدة للزواج أو الزنا المقنع والعياذ بالله وهى حالات بلغت فى الجامعات وحدها مئات الألوف من الطلبة والطالبات كنتيجة طبيعية لفقد الأمل فى زواج شرعي
ناهيك عما يحدث من فتور هائل للعلاقة الزوجية نتيجة فساد ذوقيات الشباب بعد أن أصبحت فتيات الإعلانات والأفلام هى فتيات أحلامهم وغالبا بالطبع ما يتمنى كل منهم من زوجته أن تكون مثلها بل ووصل الأمر لمطالبة بعض الزوجات من أزواجهن بالإبتذال حتى يجد شيئا جديدا يمتعه ,
وليس هذا غريبا مع شيوع الملل القاتل وهو الأمر الذى استنكره الشعراوى رحمه الله وقال فيما قاله أن الزوجة ليست تمثالا للمتعة مطلوبا منه أن يتجدد فى الجانب الحيوانى وحده بل هى محل للتفريغ الحلال لتلك الغرائز حال ثورتها , أما المطالبة بإثارتها فهذا ما لا يقره دين ولا عقل ولا حتى كرامة ,
وينحط بالإنسانية إلى دركها الأسفل ,
تماما كما فعل الغرب عندما جعل من علاقة الزوجين أو العلاقة الجنسية عموما منهجا علميا يتم تدريسه وتداوله بل والتجارة فيه أيضا باعتباره مجالا للمتعة لا لتوافر النوع فى الأصل ,
وهذا هو الغريب أن يأتى هذا النداء من الغرب المتشدق بالحضارة واحترام المرأة ومع ذلك يولى اهتمامه شطر الشهوات الحسية فقط وبأكثر الأساليب ابتذالا على نحو ما نراه بأوربا من
فترينات عرض فتيات المتعة ! وفى أمريكا من
رقيق النساء الذى يبلغ حجم تجارته خمسة ملايين إمرأة كل عام يتراوح ثمنها بين العشرين والثلاثين ألف دولار
"
فأى المجتمعين أولى المناداة فيه بحقوق الإنسان وحرية المرأة , مجتمعاتنا بالشرق أم مجتمعاتهم بالغرب "
وينبغى للقارئ المدرك أننا نتحدث عندنا عن العلاقات فى إطار الشرعية أو شكلها على الأقل ,
لكن إن عرجنا إلى الحديث عن العلاقات غير الشرعية والتى أصبحت بفعل الأفلام السينمائية والإختلاط المبتذل بين الرجال والنساء فى المجتمع سنجد ما يحفظه كل منا من مظاهر هى النتيجة الطبيعية لتوافر الإغراء مع غياب الوازع الأخلاقي ومن قبله الوازع الدينى
وانتشار ثقافة الإنحلال ودعها دفعا لتتخذ شكلا غير مستنكر من المجتمع حتى كادت أن تصل الأمور إلى الإقرار بشرعية تلك العلاقات تحت مفاهيم رنانة كالحب والحرية الشخصية
وإذا عدنا لنتساءل عن السبب , هل يمكننا أن نجد صعوبة فى إدراكه , وهل يمكن أن نبرر تلك المظاهر بغير مبرر واحد هو خروج المرأة للشارع بشكل يمثل الإنفلات الكامل
* قضية العلم والتعليم
كان السبب الرئيسي لهذا الموضوع هو السؤال الذى طرح نفسه للنقاش وهو أيهما أهم بالنسبة للمرأة التعليم الدراسي أم الزواج وما الذى ينبغي أن يكون عليه موقف الفتاة إذا تقدم لها الخاطب مشترطا انقطاعها عن التعليم
والقضية فيها خلط واضح يجب تداركه ,
ففي البداية يجب أن نسأل هل الخاطب المتقدم للفتاة يناسبها كزوج فيه من الصفات الكريمة ما يؤدى بها لمعيشة مستقرة أم لا وهذا السؤال ضرورى ,,
لأنه لو لم يكن مناسبا لكان الرفض هو الموقف المطلوب من الفتاة دون شك وبسبب يرجع للمتقدم ذاته بغض النظر عن مسألة التعليم واستمرارها فيه من عدمه
ولذا سنفترض أن المتقدم المشترط لانقطاع الفتاة عن دراستها التنظيمية هو مؤهل كزوج صالح ,
ويكون السؤال التالى ..
هل رفض الزوج يقتصر فقط على التعليم أم على العلم ؟!
والفارق بينهما كالفارق بين السماء والأرض .. وقياس الموقف هنا يجب ألا يقتصر على موقف الفتاة لأنه يشمل النظر فى موقف الخاطب أيضا ..
وبداية تعالوا بنا نتأمل الفارق بين التعليم والعلم ,
فالتعليم هو الطريق المألوف للحصول على شهادة جامعية أو دراسية فى أى مجال وهو طريق تلتزم فيه الفتاة بالخروج لجامعتها أو مدرستها وممارسة التعليم فيها إلى نهاية المرحلة الطبيعية وهى المرحلة الجامعية والتى يكون بعدها مرحلة الدراسة الأكاديمية بالماجستير والدكتوراه وهى طرق استثنائية للراغبين فيها فحسب
وغالبا ما يأتى الرفض من جانب الأزواج للفترة الجامعية نظرا لأن الفتاة ساعتها تكون قد دخلت سن الزواج
أما العلم ,
فهو السعى للمعرفة فى المطلق حتى فى أدق التخصصات وليس فى مجال الثقافة الحرة فحسب بدون التزام الطريق المدرسي أو الأكاديمى ,,
والفارق الضخم بينهما أن التعليم لا يساوى بالضرورة علما لأننا لو تأملنا نظم التعليم فى الوطن العربي كله سنكتشف أنها مؤسسات تم إنشاؤها لتخريج الجهلاء عندما يدخلوها أميون !
وهذا هو السبب الذى تعانى منه الأوطان العربية قاطبة بعد فترة من الحجر على التعليم المدرسي وتفريغه من مضامينه وامتد الإنهيار للجامعات حيث يدخلها الطلبة مفتقدين المبادئ الأساسية لتلقي العلوم ليجدوا جامعات غير مؤهلة لاستيعابهم مع الأعداد الرهيبة التى تلتحق بها كل عام وأضف إلى ذلك تردى الحال بالجامعات من الناحية العلمية التى لا تضيف فى تخصص الطالب علما أو فهما وهو ما يكتشفه الخريجون عندما يخرجون للعمل والمجتمع
فمثلا خريجو كلية الطب بعد دراسة تمتد لسبعة أعوام يكون أمامهم بشكل إجباري دراسة أخرى ليتعلموا فيها الطب لأن السبع سنوات التى أخذوها فى الدراسة لا تخرج حتى ممرضا فضلا عن الطبيب
وخريجو الحقوق يجدون أنفسهم فى مواجهة قانون لم يدرسوه ومهن لم يتعلموها بكليتهم فيكون من الطبيعى أن يتم تدريبهم على المحاماة والقضا مع أنه من المفترض أن كليات الحقوق تمنح درجة الليسانس فى القانون أى أنها تخرج مؤهلين للمارسة لا مجرد مثقفين من الناحية القانونية بلا أى اعتبار عملى ..
وقس على هذا سائر التخصصات
بينما العلم فى المطلق يختلف فيه الحال تماما , حيث يخرج العلماء بالفعل , فالذى يطرق باب العلوم من منزله فى الشأن النظرى بالذات يصبح خلال سنوات قليلة متخصصا لا يدانيه متخصص حاصل على أعلى الدرجات الجامعية
مثال ذلك
محمد حسنين هيكل الحاصل على دبلوم التجارة المتوسطة وهو الآن واحد من أبرع عشرة محللين سياسيين فى العالم وكتبه مراجع علمية لأساتذة القانون الدولى والعلوم السياسية
وأيضا
العقاد الحاصل على الإبتدائية الذى يعد نسيج وحده فى هذا المجال باعتباره جامعة للنقد الأدبي والتاريخ
وهناك
الإمام الشعراوى رغم كونه تعلم بالأزهر فى عهد العراقة والشموخ إلا أنه درب نفسه فى المراجع فأصبح العلامة الشهير وعندما سألوه لماذا لم يتقدم للحصول على الدكتوراه قال {
يكفينى أن أول من حصل عليها , حازها ممن لم يحصل عليها } وقد صدق فى ذلك , لأن علمه المنثور فى الكتب يكفيه لعشرات من رسائل الدكتوراه
وهناك فى علم الحديث بالذات أمثلة كبري فى هذا المجال لأن المحدثين وهم أندر علماء الشريعة فى العصر الحالى لم يبرز منهم إلا أربعة طيلة القرن الماضي وهم العلامة
أحمد شاكر والعلامة
محمد عمرو عبد اللطيف والعلامة
الألبانى والعلامة
الحوينى وجميعهم لم يدرسوا علم الحديث فى شكله الأكاديمى بل تلقوه بالتتلمذ الحر على العلماء
ولو فتحنا مجال العلم على وجه الثقافة لكانت المطالعة عبارة عن باب لا ينتهى لتنمية العقل والممارسة العلمية
والذى يهمنا فى هذا الشأن أن نفرق بين قيمة التعليم والعلم ,
لأن التعليم لا قيمة له إلا فيما يضعه الطالب من شهادة جامعية لا تعبر فى الغالبية العظمى عن أى قدر من العلم
بل هى مجرد شهادة تشهد للطالب أنه استطاع عبور الإختبارات آخر العام
وفائدتها الوحيدة تكمن فى أنها طريق الحصول على وظيفة عمل , وفى السنوات الأخيرة من القرن العشرين انهارت تلك الفائدة أيضا ولم يعد لها تأثير تقريبا فى اختيار العمل وممارسته على فرض وجود فرصة العمل أصلا
أما العلم فهذا مجال حضت عليه شريعة الإسلام وبينت الكفاية فى أهميته للدنيا والآخرة فضلا على الإيجابية التى تتحقق منه فى تربية الأولاد وفى تنمية السعادة الزوجية أصلا بوجود أحد طرفيها أو كليهما على هذا الدرب
والآن نسأل , هل اعتراض الخاطب يكون منصبا على التعليم أم على العلم ؟!
من الطبيعى أن 99 % من الإعتراض سيكون على التعليم لأن هدف الخاطب صيانة منزله وزوجته بعيدا عن الإحتكاك بمجتمع أصبح الإنحلال فيه هو القاعدة الأساسية .. أى أن هدفه ليس حرمان زوجته من العلم وقيمة التعلم
وهذا مطلب مشروع دون شك ,
لو وضعنا بأذهاننا أنه حتى بعض أولياء الأمور يعترضون طريق التعليم للفتاة حال تغربها عن أسرتها لجامعة بعيدة أو نحو ذلك وهو الأمر الذى يفسره ما حل بالمجتمع الآن من تفكك
ويؤيد هذا المنطق ما سبق أن ذكرناه عن مدى الفائدة التى تتحقق من التعليم الرسمى والتى لا تساوى شيئا أصلا ولا زالت العقول تتشبث بها تحت بند الإستفادة فى مجال العمل فى اعتراف تام بأن قيمة التعليم الرسمى لا تساوى شيئا فى حقيقتها
وعليه فتصوير أمر اعتراض الخاطب على إكمال خطيبته لمشوار التعليم بصورة المنع من العلم هى صورة غير واقعية وغير دقيقة وهدفها الوحيد الذى تبذل الفتاة لأجله كل هذه المخاطرة هو الحصول على لقب جامعية فى مجتمع أصبحت فيه الجامعات عبارة عن دور للفساد والإفساد , ونظرة واحدة إلى شكل الطلاب فى أى جامعة يغنينا عن الحديث
وعليه يكون رفض الفتاة للزوج المناسب لهذا السبب هو فى الواقع رفض يستند إلى سند من رماد لا تلبث أن ينهار بها
أما إذا كان رفض الخاطب مركزا على العلم والكتب والقراءة ,
فهنا الأمر مختلف تمام الإختلاف لأن رفض الفتاة هنا إن دل فإنما يدل على وعيها الذى يجعل منها جوهرة نادرة فى عالم نسي معنى الثقافة والعلم , فإن صادفت خاطبا رافضا لهذا الأمر ورفضته فهو القرار الصائب حتما لأن رفضه هذا يدل على سقوط أهليته كزوج وأب صالح مهما كان به من مميزات
وأخيرا ,,
هى خواطر أتمنى أن تنال من مطالعيها التركيز القليل والإدراك المناسب والله من وراء القصد