أحيانا .. يقيدني اليوم إلى معصم قلم ..
فأحكي ما كنت أخاله مدفونا ..
و أهرب من حكاياي الصامتة
فإذا الليل يأخذني و قلمي لوحة شاحبة .. ضاعت ملامحها
و أنسى ..
حتى يزورني ليل آخر .. بلوحة أخرى تفتح آهات الأولى
إن كانت قد نال منها ليل الأمس و أمس الأمس و ما قبلهما ...
فقد أخضَعَتِ اليومَ .. و أتت بليلها إلى هنا
ليست حلقات قصة ... و لا أوراق خاطرة ... و لست أدري ماهي !
إنما أخالها لوحات أيام مضت .. تتراشقها أهداب الحياة ليعبق بها خد الورق
دمعة ترثي زمانا جميلا
::::::::
( * )
أيقظت خطواتها الطريق النائم إلا من بريق أضواء السيارات المسرعة كالابتسامة في عالم جبل على الدمع و منه
خَطَتْ ..
و عيناها تخطوان في لجة بعيدة ..
في لجة زرقاء تعتنقها الرمال و السنابل .. و الحجارة و الدماء
تاهت عيناها ..
و رحلت الروح تبحث عمن فارقتهم .. بينما جسدها يخطو بتثاقل في شوارع هادئة حتى من الحياة ..
بين أبنية صامتة تنتصب بارتعاش كأنامل عجوز يحاول مسح الدمعة الأخيرة
شدت ذراعيها على حقيبتها المجعدة كثوب الجارة الأخيرة تزفها للسفر ..
و إنما تشد أناملها على صورة آخر سنبلة .. و آخر حبة رمل أبصرتها غدائر شعرها و غول المعدن يبتلعها ..
لتهضمها دوامة غربة سوداء .. دوامة وحدة .. بلا خط رجوع
العتمة .. و رذاذ الشتاء المشفق .. و ملامح مغطاة بألف قناع ..
هي الغربة تعلن روحها عروسا أخرى ترمى في نهر البعد .. ليبقى الجسد المعذب وحيدا .. وحيدا
جمعت أوراق الذاكرة تخفيها بين طيات قلبها .. و تداركت جسدها الغارق بالماء تحت مظلة مطعم صغير
حدقت بالطريق ..
بأعمدة الإنارة المتثائبة ..
بينما يدها تبحث في الحقيبة عن عنوان ضائع لضياع قلبها ثانية و ثالثة و ألفا ..
رحلت .. و لا بد من عودة ..
همست خصلات الدمع الهاربة لتعانق المطر : ليت العودة .........
أسكتتها المدينة المتحفزة و عنوان طغى على أناملها
::::::::
لربما .. كان للحرف عودة
كل التحية
غموض