|
إِنِّي أُحَدِّثُ كَالْمَجْنُونِ حُزْنَاهُ |
وَ أَغْرِفُ الآهَ مِن بحرٍ بِهِ الآهُ |
أَسَّاءَلُ الشَّمْسَ عَنْ عِزٍّ رَعى زَمَنِي |
أَوْ أَهْمِسُ النَّجْمَ عَنْ زَهْوٍ زَهَوْنَاهُ |
مَا بَلْسَمَ الحزنُ بعضًا مِنْ مَواجِعِنَا |
بَلْ واسْتَعَاضَتْ بُحُورٌ مَا اْغْتَرَفْنَاهُ |
لَا مَارْتَوَيْنَا مِنَ التَّذْكَارِ نَمْضُغُهُ |
إِنَّا ظَمِئْنَْا أُجَاجًا كَمْ شَرَقْْنَاهُ |
سَبْعٌ عِجَافٌ أَطَلَّتْ فِي مَرابِعِنا |
أَوْرَى لَظَاهَا اصْطِبَارًا قَدْ غَرَسْنَاهُ |
كَانَ التَّوَلِّي بِدَاءِ الْكِبْرِ أوَّلُهَا |
وَ مَنهجُ الرَّيبِ تَرتيلٌ حَفَظْنَاهُ |
وَالتَّالِيَ الْكُفْرُ إِذْ حَطَّتْ مَطَامِعُهُ |
تَهْوَى انْقِضَاضًا عَلَى رِزْقٍ رُزِقْنَاهُ |
حَتَّى مَتَى يَا عِرَاقَ الدَّمْعِ أَشْرِعَتِي |
تَمْضِي لَدَى التِّيِهِ فِي لُجٍ وَلَجْنَاهُ |
حَتَّى مَتَى شِقْوةٌ وَ المحتلُّ نَطْلُبَهُ |
يَسْتَشْرِفُ النَّصْرَ مِنْ زنْدٍ أَمِنَّاهُ |
يَسْتَرْضِعُ الْعَوْنَ مِنْ أَثْدَاءِ قَابِلَتِيْ |
وَ يَلْبَسُ الدِّرْعَ مِن نَزْفٍ نَزَفْنَاهُ |
إِخْوَانُ تُرْبٍ يَمُدُّونَ النَّدَى يَدَهُمْ |
كَفٌّ أَغَاثَتْ بِذَا التَّنْكِيلِ يُمْنَاهُ |
كََْمْ مَرَّةٍ -كَمْ تَمَنَّى لَوْ يُغَاِدرُنَا |
مِنْ شِدَّةِ الْقَنْصِ شَقَّ الدَّمْعُ مَجْرَاهُ |
كَمْ فَرَّقَ الْجَمْعُ حَتَّى يَرْتقِي عَرْشًا |
كُنَّا الَّذِينَ عَلى بَعْضٍٍ أَعَنَّاهُ |
قَالَ التَّشَيُّعَ بَعْضًا مِنْ مَصَائِبَنَا |
وَ السُّنََّةُُ الْعُرْبِ إِرْهابًا جَنَيْنَاهُ |
كَمْ يَحْصُدُ الْكُفْرُ أَرْوَاحًا لِإِخْوَاِتَنا |
ثُمَّ اتِّهَامٌ بِأَنَّا قَدْ فَعَلْنَاهُ |
مَاذَا اجْتَنَيْنَا مِنَ التَّمْزِيقِ مُذْ هَجَمُوا |
إلَّا التَّشَرْذمَ والتقتيلَ حُزْنَاهُ |
هَلْ ذِي الْوَقِيعَةُ مَا نَدْرِي غَوَائِلَهَا |
أَمْ خَيَّمَ الغلُّ فِي قَلْبٍ حَمَلْنَاهُ |
تَجْرِي دِمَانَا لَدَى شُرْيَانِ قُرْبَتِنَا |
وَ الدِّينُ كُنَّا مَزِيجًا مِنْ عَطَايَاهُ |
كُنَّا فراتًا كَأَنهارٍ رِفَادَتُنَا |
أَوْ دِجْلَةَ الْخَيْرِ بَعْضًا مِنْ مَزَايَاهُ |
يزَّاوَجُ الْبَدْرُ مِنْ حُبٍّ حَرَائِرَنَا |
نَخْتَارُ لِلْبِكْرِ بِكْرًا كَيْمَ تَرْعَاهُ |
مِنْ سَابِعِِ الْجَدِّ كَمْ مَدَّتْ عَشَائِرُنَا |
أَصْلًا حَفَظْنَاهُ أَمْ دِينَا رَعَيْنَاهُ |
سُنِّيَّةُ الْحَقِّ تَرْعَى شِيْعَةً غُرَرًا |
إِخْوانُنَا سُنَّةٌ أَوْ شِيعَةٌ بَاهُوُا |
مَاذَا دَهاَنَا كِتَابُ اللِه يَجْمَعُنَا |
وَ الْعِرقُ وَ الدِّينُ وَ التَّارِيخُ كُنَّاهُ |
لَنْ يُنْجِدَ الضَّأْنَ ذؤبانٌ تُحَاصِرنَا |
عُرْبٌ رَجَوْنَاهُمُو فِي ذلِّهِمْ تَاهُوُا |
يَا أُخْوَةَ التُّربِ وَ الْأَمْجَادِ وِحْدَتُنَا |
تَسْتَخْلِصُ النَّصْرَ مِنْ كَلْبٍ قَهَرْنَاهُ |
ثُوُبُوا نَثُبْ فَهَلِ اسْتِئْثَارُ يَنْفَعُنَا |
مِنْ فَجْرِ تَارِيخِنَا فُزْنَا وَ عِفْنَاهُ |
كَرْكُوكُ تَبْكِي وَ بَغْدَادٌ تُعَاتِبُنَا |
وَ الموْصلُ الْبُعْدُ فِي التَّفْرِيقِ بَلْوَاهُ |
إِنْ يُحْسَدَ الخَلْقُ بِِالْبَلْوَى حَوَاسِدُنَا |
فِيْ غَزَّةٍ أَيْقَظَتْ ذَا العَالمَ الْآَهُ |
هَاتُوا قُلُوبًا رِضَا التَّوْحِيدِ مَنْهَجُهَا |
فِي ضِفَّةِ الْوَعْدِ نَصْرٌ سَوْفَ نَلْقَاهُ |
الَّليْلُ مَهْمَا تَمَادَىْ الْحُبٌّ يَجْمَعُنَا |
بَلْ - جَاهِدُواْ-فِي حِمَاهَا الْخَيْرُ وَ الْجَاهُ |
هَذَا الْعِرَاقُ الْأَصِيلُ اِلْــ لَا يُحَرِّرَهُ |
إِلَّا عُقُولٌ وَعَتْ للهِ تَقْوَاهُ |