|
وفاتنةٍ رأتها العينُ وهجاً |
تربّى في لظاهُ الاحمرارُ |
فأحدثَ وهجها عندي خراباً |
جــدارا كنتُ فانهدَّ الجدارُ |
فقلتُ لهـــــا: أأنتِ النارُ تسعى؟ |
ومِنْ مثلي يؤججهُ الشرارُ |
ألا رفقاً فهذا الدربُ أبغي |
و جـــونُ اللـــيلِ بدّدهُ النهارُ |
ففـي (دار السلام) تركتُ قلبي |
فســـــــابـقني إليكِ فهلْ يجارُ |
عفيفاً جئتُ ملتحفاً وقاري |
فـلمّــا جئتِ فارقني الوقارُ |
فقالتْ لي: أمنْ (بغدادَ) تأتي؟ |
منارُ الخلـدِ فيها والعِمارُ |
هــــــــنالكَ معبد العشّاقِ صرحٌ |
ومـــــــا عـندي يخالطهُ الغبارُ |
أنا فــي تـربةٍ سمراء أنمو |
وأعبقُ عندما تحلو الثمارُ |
فدعْ عنكَ الهواجسَ لستُ نوراً |
أنا زهــــرُ الـــبرّيةِ والقفارُ |
فإنْ ترنـو إليَّ ترى عروقي |
وإنْ حـدقّتَ في جذري تحارُ |
فقلـــتُ لها وفي الأحشاءِ نارٌ |
عرفتـــكِ دلّني هذا الحوارُ |
فأنتِ الياسمين فدتكِ نفسي |
تحدَّثَ عنك عندي الجلّنارُ |
أتيتُ بلادكم وسلوتُ نفسي |
تعبتُ وهدّني هذا السفارُ |
و كـنتُ أرومُ وصلاً غير إنّي |
أخافُ القوم إنْ عبسوا وثاروا |
فإنْ خبأتني بين الثنايا |
يغـــــــــــازلكِ القصيدُ لكِ القرارُ |
وإنْ طــــابَ اللقاء فدثّريني |
ولا تخــشي عليَّ إذا أغاروا |
فــداءُ الحبِّ قرباناً سأغدو |
وهل للصــبِّ إلاّ الإنتحارُ |
د عـيـني ألثمُ التيجانِ حتّى |
أعــبُّ النسغَ يأخذني الدوارُ |
فيسقيني الهوى خمرالبراري |
يدحرجنـــي لجنّتكِ العقارُ |
فقالتْ: إنْ أردتَ تعالَ ليلاً |
ســـيستركَ الظلامُ هو الستارُ |
لــدى قومي الغريبُ يموت غمّاً |
وما للصــبِّ إلاّ الانتظارُ |
عـلـــى عــجلٍ تقبّلُ وردَ خدّي |
يدثّركَ احتوائي والإزارُ |
وحاذر أنْ تـنامَ وانتَ عندي |
وعــــــاجــلـنـي القصيدَ هو الخيارُ |
تطيبُ النفس يعبقُ كلّ عطري |
فتـــــــعشقهُ وتعشقهُ الديارُ |