|
سَخِرَ الصَّبرُ مِنْ دُمُوعِ ابتِهالي |
وَ سُهادي وَ حَيرَتي وَ انفِعالي |
فَرَماني بِحُفرَةٍ مِنْ جَحِيمٍ |
قَعرُها مِنْ حَرائِقَ اضمِحلالي |
كانَ يَدرِي بِأَنَّني وَجهُ بُؤسٍ |
فَتَسَلَّى بِذِلَّتي وَ اعتِلالي |
فَهَوَى فَوقَ وَجنَتَيَّ بِكَفٍ |
نَفَذَتْ نارُ سُخطِها مِنْ خِلالي |
فإِذا الصُّبحُ صَفعَةٌ عَنْ يَميني |
وَ الدَّياجِيرُ لَطمَةٌ عَنْ شِمالي |
أَيُّ مَعنَىً لِما أَعِيشُ ؟ وَ عُمري |
مَوسِم ُالقَهرِ ! وَ الهُمُومُ غِلالي ! |
مُنذُ عامٍ ؛ وَ مُقلَتي تَتَحَرَّى |
عَنْ طُيُوفٍ , وَ مُهجَتي عَنْ خَيالِ |
عَلَّ ما فِيَّ مِنْ مَخالِبِ شَوقٍ |
تَرحَمُ القَلبَ مِنْ هَلاوِسِ بالي |
مُذْ تَخَلَّيتِ عَنْ مَجالِ شُعُوري |
بَسَطَ الشِّعرُ يَأسَهُ فِي مَجالي |
حَيثُ أَمسَيتِ دَمعَةً بِقَصِيدي |
كُلَّما نِحتُ حالِمًا بِوِصالِ |
سَكَبَ النَّحسُ سُمَّهُ فِي كُؤُوسي |
وَ سقاني مَرارَهُ مِنْ دِلالي |
بَينَما أَنتِ تَرقُبِينَ بِخُبثٍ |
عَبَراتي , وَ تَهزَئِينَ بِحالي |
لِيمَ عِشقي , وَ أَصبَحَتْ ذِكرَياتي |
ضَحِكاتٍ بِمُلتَقَى العُذَّالِ |
فامنَعِيهُمْ مِنِ اجتِرارِ عَذابي |
أُغنِياتٍ طَوِيلَةِ المَوَّالِ |
إِنْ تَجَشَّمتِ أَنْ تَرُدِّي أَذاهُمْ |
فاندُبِيني عَلَى سَبِيلِ المِثالِ |
وَ ادَّعِي الحُزنَ - لَو بِذَرفِ دُمُوعٍ |
كاذِباتٍ - عَلَى أَقَلِّ احتِمالِ |
وَ إِذا ما سُئِلتِ عَمَّا تَبَدَّى |
مِنْ فِراقٍ فَحاوِلي استِغلالي |
خَبِّرِيهُمْ بِأَنَّنِي فِي غَرامي |
نَرجِسِيٌّ وَ مُستَبِدُّ الخِصالِ |
وَ دَعِيهُمْ لِيَحكُمُوا , وَ أَعِيدي |
كُلَّ ما قُلتِ عِندَ كُلِّ سُؤالِ |
يا مِدَى الصَّمتِ ؛ يا اقتِرابِ زَوالي |
يا شآبِيبَ حُرقَتي وَ اشتِعالي |
شابَ رَأسي ؛ وَ ذابَ فِي قَلَقِ الشَّكّ |
كِ يَقِيني ؛ وَ خابَ فِيكِ مآلي |
وَ عَدا الحَرُّ فِي مَفازَةِ حُلمي |
فَغَدا الشَّوكُ نابِتًا فِي رِمالي |
كُلَّما قُلتُ هادَنَتني ظُرُوفي |
عاوَدَتني بِثَورَةٍ وَ قِتالِ |
كُلَّما خِلتُ أَنَّنِي نَحوَ فَجرٍ |
سَوفَ أَمضِي ؛ تَقاذَفَتني اللَّيالي |
أَيُّ مَنفَىً يَحُولُ بَينَ حَنِيني |
وَ التِي ما تَأَثَّرَتْ بِاعتِزالي ؟ |
كُلُّ أَرضٍ تُجاهَها امتَدَّ دَربي |
قابَلَتنِي بِغَضبَةِ الزِّلزالِ |
كُلُّ ظِلٍّ لِفَيئِهِ رُحتُ أَسعَى |
صَبَغَ الوَهمُ حُلمَهُ بِالضَّلالِ |
قُرُباتٌ قَصائِدي وَ دُمُوعي |
لِتَماثِيلِ حُبِّكِ المُتَعالي |
فارحَمِيها ! فَرُبَّما جاءَ يَومٌ |
صِرتِ مِثلي ! تُرَدِّدِينَ مَقالي |
كُلُّ شَمسٍ مَصِيرُها لِزَوالٍ |
كُلُّ بَدرٍ مَسِيرُهُ لِهِلالِ |