|
مَا كُلُّ حُلمٍ نَما في خَاطِري صَدَقا |
لأَستَبِيحَ فُؤادًا بِالهَوى خَفَقا |
تَمُرُّ بِي ذَاتَ وَهمٍ كُنتُ فِيكَ بهِ |
أُكَحِّلُ اللّيلَ بالأَحلامِ والغَسَقا |
أُكذُوبَةَ الحُبّ فِي قَلبِي المُلَّوعِ والدُّ |
نْيا الَّتي أَشتَهِي وَالنُّورَ وَالأَلَقا |
نَزَفتُ فِيكَ حُرُوفَ العِشقِ يَحْرِقُني |
لكَ اشتِياقِي وَكُنتُ الحِبْرَ والوَرَقا |
وَذُبتُ أَذرِفُ دَمعِي مِن دَمِي هَوَسًا |
فِي مَوجِ بَحْرِ شُجونٍ خُضْتُه غَرَقا |
وَأنْتَ تَمنَحُ حَقّي للخَصِيمِ فَلا |
أَنالُ فِيكَ سِوى التَّسوِيفِ مُعْتَنَقا |
تَرى تَباريحَ أَشواقِي فَتُمعِنُ في |
صَدِّي وَتُنظِرُ قَلبًا صارَعَ الأَرَقا |
نَازَعتُ فِيكَ ضَمِيري وَالهَوى نَزَقٌ |
وَعِشتُ أَرقُبُ وَهمًا مِنكَ ذاتَ نَقا |
بِمُرجِفٍ مِن عَويلِ الرِّيحِ أَرعَبَني |
وَغادِرٍ كُلَّ أَثوابِ التُّقى مَشَقا |
تَضِيقُ بي فِيكَ أَيَّامي فَواعَجَبي |
هَجَا الزَمانَ لِسانُ الحَقِّ إذْ نَطَقا |
فَيا زَمانَ هَوانٍ خِلتُهُ أَمَلاً |
أَجفَلْتَ خَيْلِي وَجَفَّ الخَيرُ وَاحتَرَقا |
لِي أخوَةٌ قَد تَداعَوْا وَامتَطَوْا سُفُنًا |
فَاقوا بَهاءَ وَمِيضِ البَرقِ إذْ بَرَقا |
لِنُصرَةِ الأَهلِ حَيثُ الأَسرُ وجهَتُهُم |
بِدَفقِ بَعثَتِهم غَيثُ المُنى انبَثَقا |
فَكَّ الحِصارِ أَرادُوا وَي كَأَنّ لَهُم |
عَزماً أَطَاحَ بِسَدِّ العَجزِ واختَرَقا |
قَد غَافَلَتْنِي عَنِ التَّحقِيقِ حُرقَتُهم |
وَصَفنَةٌ صَرَّ فِيها خَافِقي الحَذَقا |
فَأَسلَمُوا لانطِلاقِ الرِّيحِ أَشرِعَةً |
وَالحِملُ مَا قَدَّرَ المُعطِي وَما رَزَقا |
وَعَانقَتْ مَوْجَ بَحرِ الرُّومِ تَحمِلُهُمْ |
سَفِينَةُ الصُّبحِ لمَّا ضَوؤهُ انفَلَقا |
فأوَجَسَ البَحرُ يَخشَى أَهْلَ بَاخِرةٍ |
مَضَتْ عَلى وَجهِهِ لمْ تجتَنِبْ نَزَقا |
وَأَقبَلَ الجُبنُ مَجبُولًا عَلَى نَتَنٍ |
بِكُلِّ غِلٍّ كعَبدِ السَّوْءِ إِذ أَبَقَا |
كحلٌ مِن الدَّمِ أَعشَى الشَّمْسَ ذَاتَ ضُحًى |
بِمروَدِ البَغيِ جَافَى الجفنَ وَالحَدَقا |
بِكَفِّ صهْيونَ أَربَابِ الظَّلامِ وَمَن |
بمِعْوَلِ العَتْمِ يَغزُو الفَجرَ وَالشَفَقا |
بَنُو الخَنازِيرِ سَاقُوا المَوتَ فِي صَلَفٍ |
مِن طَاهِرِ الدَّمِ أَمواهَ البِحارِ سَقَى |
يَا أُمَّةَ التُركِ أَعتَبنَاكُمُ خَجَلا |
وَالعَفوُ مِنكُم بِفَضلِ الفِعلِ قَد سَبَقا |
تَنامُ مِلءَ عُيونِ الخَوفِ حَاضِرَتي |
وَيَبزُغُ النُّورُ مِن إِقدَامِكُم غَدَقا |
لَحَى البُغَاةُ بِني عُثمَانَ، مَا صَدَقُوا |
وَحَدَّثُونا بِزورِ القَولِ مُختَلَقا |
قَالُوا طُغاةٌ عُتاةٌ سَخَّروا سَلَفي |
يُراوِدونَ سَحابَ الغَيثِ مَا وَدقَا |
وَبَينَ أَظهُرِنا مَن صَدَّقُوا عَجَبا |
سُحقا لِأُمّةِ جَهلٍ بُعثِرت مِزَقا |
أُخُوَّةُ الحَقِّ بِاسمِ اللهِ تَجمَعُنا |
بِخَيرِ طارِقِ خَيرٍ فَتقَنا رَتَقا |
يَا أُمَّةَ التُّركِ سُقْنا الشُكرَ فَاحتَمِلوا |
فِي أُمَّةِ العُربِ جَمعًا بِالخَنا شَهَقا |
|
|