رُحماك أيها القمر :
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـ
أفَلَ القمر وأدبر ، بعد أن أناب عنه ضوء وجهها .
وانحسر العطر ، بعد أن خلّف نِيابة ريحها .
وأبَى الورد إلا أن يُنِيْب عنه نضارة خدّها .
وخجلت الخمر أن تعقر عقلا ، بعد أن أدركت ورأت سُلاف ريقها .
أما العُنّاب ،،، فقد رغِم أنفه ، وغار غورا تحت سبع أرضين ! حين رأى حُمرة فمها .
ربّاه ! .
إنها امرأة تتعشّق نفسها ولا تتكرّهها ،،، وتُعشق ولا تَعشق ،،، وتُحَب ولا تُحِب .
ثم :
أقبلتْ ،،، تتاوّد وتميس ، لا تتماسك لفرط الغضاضة ، كأن الأرض تميد بها ميدا .
وصرت أرقب الخُطى والدلّ يلفّها والغَنَج يغلبها ،،، وحتى ظننتُ أنها من ذات سماء هبطت ،،، أو من ذات أرض نبعت ! .
ثم انثنتْ لتجلس حتى قعدت واستوت ،،، ثم نظرت .
فبدتْ قمرا ،،، وتألّقّت بدرا .
ومن قبل استجارت بالحُسنِ فأجارها .
ومن قبله ، خافها القُبح فنافرها .
ومن بعد ، أتقنت الفتك كما أتقن الجلاّد ضرب الرّقاب ! .
قاتل الله مثلها ،،، كيف احتالت على الحُسن فأصرّته كما صرّت اليد على الدينار ! .
فقلت لها : ليت ينحرني بين يديكِ ناحر ! .
علّ الوطف يبتلّ ،،، فَيَهْمِي .
قالت : وإن هَمَى ؟
قلت : يسيل على الخدّ الأسيل ،،، فيصير أسفل الحَنَك ،،، فيقطر ،،، فأشربه .
قالت : وإن شربته ؟
قلت : عزّ استحلالك ،،، وحال النوى بين روحين وجسدين ،،، فليس بجرم أن يصير بعضا منكِ بجوفي .
قالت : وإن صار ؟
قلت : يصير تُرياقا .
ضحِكت وقالت : لم لا تبحث عن غيري ؟؟؟ .
تعجبت وقلت : وهل الأمر بين عنزتين اثنتين !!! إن لم أحظ بهذه آخذ تلك ؟
أم أن العشق والحب باليد يؤخذ ويُترك ؟ .
تأمَلت قليلا ثم قالت : قل فيّ شعرا يا حسين .
قلت :
لِمَن نظرات يا حبيـــــــب ولا أدري **** فَرَضْنَ الجَوَى من حيث أدري ولا أدري .
أغَارَتْ على قلبي بعنف فأوْهَنَتْ **** ضلوعي ، ولم يزل يكابدها صـــــــــــدري .
ولمّا عظامي قد تفرّق رصّهـــــــــا **** حسبتُ على ظنٍّ يساندني ظهــــــــــــــــري .
قاطعتني وقالت :
حسبك الآن !!! .
قلت : لم ؟
قالت : أنبتعد ؟؟؟
قلت : ماذا ؟؟؟!!! .
تاهّبت وقالت : أخبرك في اللقاء القادم .
ـــــــــــــــــــــــــ انتهى ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــ
حسين الطلاع
6/10/2010 م
المملكة العربية السعودية – الجبيل .