الأخت: نادية
هذا ربما يقوم مقام الإعتذار وربما يوضح حقيقتي
وكنت قد كتبته لصديق لي .
وانا أهديكه الآن لشخصكِ الكريم عله يجلي ما ترسب ويعيد النفس إلى هدأتها .
ولا أستطيع تغير محتواه لأنه مهدى لصاحبي بالأصل .
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــ
بين طارفٍ من المجدِ وتَلِيْد[1] :
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
جاء أبو سرحان وقد شُحن غيظا وغضبا ، ثم أقعى أمامي وقال : ما بال صاحبك القارئ ؟
قلت : ما به ؟
قال : يقول أنني سأوردك الهلكة !!! .
ضحكت وقلت له : لم تُحط يا ذئب بعد بما أحاط به الرجل .
بصبص[2] بذيله يمينا ويسارا ونصب أذنيه تأملا وتعجبا ثم قال : هات ما عندك .
أولا يا ذئب ،،، الكلام يعنيني ويعنيه ،،، ويوافقني ويوافقه ، كما وافق شنٌّ طبقه[3] .
فاسمع يا ذئب من لسان فتيق ،،، أننا حُزنا الشرف العتيق .
ومن حازه قال كما قال صاحبي ،،، وذلك لفرط خوفه وعظيم قلقه .
كيف لا ،،، وقد انسدلت على النفس عفّة ، ثم انسدلت أخرى حتى فاضت !
كيف لا ،،، إن كان المجد يوما !!! فقد أتى علينا ، وغيره ، وغيره ، حتى تعتّق ! وغيرنا ( ولا تعميم ) لم يبلغوا ضُحاه ! .
كيف لا ،،، وقد حار المجد ! أإلى المشرقين يذهب أم إلى المغربين ! ثم عاد لمّا لم يجد مُنْصرفا فأقعى يمدّ ويستمد بين طارفٍ وتليد .
قال : واها ،،، واها !!! فما كان من أمر العِزّ إذن ؟؟؟ .
قلت : أيها الحمق ،،، فوربك قد ملكناه ملكا .
أم أنك حسبت أن تناكح الإغتراب[4] الذي وَلَدَ كل مستبشع ومستقبح ، وأورث أيضا ، قد مدّ مدّه فينا ؟؟؟
لا وربك ،،، فقد خلا منه صاحبي وأنا والعرب العرباء .
فالعز يا صاحبي :
همّة وشمائل .
أخلاق وشيم .
خئولة وعمومة .
قام الذئب وقال : هيهٍ أيها الحسين ،،، لقد أهجت فيّ شوقا إلى صاحبك القارئ هذا .
قلت : وأنا يا لئيم ؟
قال : أما أنت ،،، فقد عرفتك .
قلت : قم إذن ،،، فأريدك أن تنبثّ في كل قاصية ، وتعلن هذا النبأ .
قال : أيّ نبأ ؟
قلت : ما سمعته توّا أيها الغبي .
وقل إذا انتهيت إلى القارئ ،،، إن الحسين يقرؤك السلام ويقول لك : إن ما بينك وبينه أوغل من الرحم ،،، فلا تخف زلة القدم ، فإن أبا مُرّة أخسأ ما يكون حال العَوْذ بالله .
وقل أيضا : إن هناك شمائلا لم يسعها المقام قد انصرفت إليها النفس .
قال : وما تلك ؟
قلت : إنها مغلولة ومكبلة بين طارف وتليد .
قال : أهذا خاص بك وبالقارئ وحسب ؟
قلت : بل يموج كالفلك المشحون في كل عربي أبيّ في وطني الحبيب العملاق من محيطه إلى خليجه .
قال : الآن جئت بالحق ،،، وأفعل إن شاء الله .
ـــــــــــــــــــــــــ ـ انتهى ـــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــ
حسين الطلاع
26/ 8/ 2010 م
المملكة العربية السعودية - الجبيل
[1] : الطارف هو القريب غير البعيد ،،، والتليد هو العريق القديم الموغل في الأصالة .
[2] : بصبص أي حرّك ذيله وهي للجمل خاصة .
[3] : مثل عربي قديم ( والشن هو القِدر والطبق هو غطاءه ) أي ركب الغطاء على القدر بالتمام .
[4] : الإغتراب هو الذوبان بين أظهر الأمم .