أحبتي في واحة النثر .. ما هي إلا هواجس قلم أردت وضعها بين ايديكم ..تجربة جديدة في كتابة القصة القصيرة جدا .. أرجو أن تروق لكم
قيمة الطرد
عاش خمسة وعشرين عاما في بلاد المهجر بعيدا عن أهله ووطنه، وعندما قرر العودة عاد، ولكن في تابوت خشبي، وعندما استدعي ضابط الخدمة لتوقيع أوراق تسليم الجثة لأهله، وجد خانة فارغة كتب فيها:( قيمة الطرد)..تردد كثيرا قبل أن يكتب: ( لاشيء)...
حافظة نقود
تغرب كثيرا عن الوطن بحثا عن حياة كريمة، وعاد بعد زمن بعيد، فكانت أثقل الأمتعة التي يحملها حافظة نقود فارغة.
دموع الأم
استوقفته دموع والدته وتوسلاتها بعدم المغادرة والسفر، ولكنه أبى إلا أن يتركها بحسرتها، فكان أطول شيء في السفر اجتياز العتبة.
انتحار
بعدما خسر كرسيه الذي كانت تنحني عنده القامات قرر الانتحار بعدما أجبر على الانحناء لمن خلفه، عندها فقط تذكر أنه إذا هبت الريح، وجب على الحشائش أن تنحني...
إهانة
طلب الملك إلى أحد الكتاب أن يجلس في آخر المجلس لإهانته؛ فاستجاب له الكاتب برحابة صدر، وقال له: يخيل إلي أنك أردت أن تشرّف بي هذا الموضع..
ديوني
بعد انتصاره في إحدى معاركه، أراد الرئيس أن يكافئه، فوضع أمامه وساما للشرف وكيسا من النقود، وأعطاه حرية الاختيار؛ فاختار النقود.
استغرب الرئيس وقال له: يبدو أنك لا تكترث بالشرف، فقال له:
بل شرفي يقتضي أن أسدد ديوني.
انشرها
بعد أن أنهت الفنانة وصلتها في أحد الكازينوهات، طلب إليها أحد الصحفيين أن يطبع قبلة على شفتيها، فاستجابت له وقالت: أرجو أن تنشرها..
عذبوه
عذبوه كثيرا لانتزاع اعترافاته، بعدها لم يعد يكتب زاويته اليومية في جريدة معارضة، وقرر أن يصمت؛ لأن الصمت أفضل من الرجوع عن الكلام!!!
أطفئ المصباح
بعد أن عانى كثيرا من الفقر، زار أحد الأغنياء، وقد تقدمت به السن، وكانت زيارته ليلا، فقال له:
- حبذا لو تخبرني عن قصة غناك، فقال له الشيخ:
- إنها قصة طويلة يا ولدي؛ فالأفضل أن نطفئ مصباح الإنارة، وبعدها أقص عليك قصتي.
قال له الشاب:
- لا لزوم لذلك يا عماه فقد فهمت كيف جمعت ثروتك.
حلم
في ليلة جميلة رأى فيما يراه النائم، أن العدل انتشر في أرجاء الدنيا، وأنه لم يعد يقف في طابور الجمعية، وأنه يعيش في قصر منيف، وأن الحاكم يمشي بين رعيته دون خوف، وأن رجال الأمن لم يعودوا يطاردونه.....وقبل أن ينتهي الحلم استفاق على طرقات بابه، وعندما فتح الباب: وجد دورية مسلحة تريد اقتياده إلى المعتقل بدعوى أنه يحلم...
نام بعمق
أنهى الفلاح المسكين عملة المجهد فنام على وسادة من صخر، وغط في نوم عميق، بينما صاحب البستان لم يستطع النوم على وسادة من ريش...