هيَ انثِيَالاتُ الخَيالِ، تَمْتَطِي حُرُوفَ الوَجْدِ، لِتَعْدو بِها فِي مَيَادِينِ الهَوَى، تَتَوَضَّأ بِأُولى خُيُوطِ ضَوْءِ الفَجْرِ انْسِجَاماً، وَتَغْتَسِلُ بِحَبَّاتِ النَّدى عَلى خُدُودِ الوَرْدِ غَرَاماً، فَيَهْمي الجَمَالُ عَلى لَوْعَةِ السُّهْدِ يَرْسُمُ فِي صَفْحَةِ الحُلْمِ عِطْراً وَنُوراً ، وَسِرْبَ فَرَاشاتِ سِحْرٍ تَمِيسُ اخْتِيالاً بِأَلوانِ قَوْسِ المَطَرْ.
هِيَ رِحْلَةُ أَرْوَاحِ الهُيَّام، عَلَى أَجْنِحَةِ الأَحْلامِ، تُنَاغِي بِرَقْرَقَةِ العِشْقِ صُبْحاً نَسيمَ المَعَانِي، وَتَشْدُو بِزَقْزَقَةِ الشّوْقِ بَوْحاً رَنِيمَ الأَمَاني، وَتَرْتَدُّ عِنْدَ ارتِجَافِ الحَنَايَا عَلى خَافِقِ الرّوحِ، تَطْلُبُ فِي عَيْنِ شَمْسِ الصّبَاحِ ظِلالَ ابتِسَامَةِ وَجْهِ الحَبِيبِ، تُهَدْهِدُ خَفْقَ الفُؤادِ الوَجِيبِ، وَتَرْوي الظَّمَأُّ فِي شِغَافِ القُلوب، وَيَرْوي هَسِيسُ التَّبَارِيحِ لِلنُّورِ قِصَّةَ سُكْنَى نَسِيسِ المُعَنَّى عَلَى ضفَّةِ القَلْبِ، مَا بَيْنَ تَنْهيدَةٍ مِنْ أَنِينٍ تُنَاجِي المُقِيمَ بِهِ إِنْ أَهَلّ، وَتَغْرِيدِ تَوْقٍ لَهُ كَيْ يُطِلّ.
هُو تَحْلِيقُ المُنَى، نَحْوَ سَمَاءٍ بِهَا تَسْكُنُ النَّجْوى غَدَقا، وَيُشْرِقُ الحِسُّ أَلَقا، لِتَنْطَفِئَ النَّارُ فِي مَوْقِدِ الخَوْفِ، وَتَزْهُو حَكَايَا الغَرَامِ ، وتُبْدِل بَرْدَ الكَوانِينِ دِفئاً، بشمس تَرَقْرَقُ فجراً، وَتَطفِق تُلْقي بِوَهْجِ رَسَائِلِها صَبْوَةً مِنْ شُجُونٍ وَضَوْعَ حَنِيْن.