بسم الله الرحمن الرحيم
الغناء في زمن الفجيعة
عبدالغني خلف الله
غني خليجي ..غني مصري لبناني أو سوداني ..غني يا عمي ولا يهمك ..واتمخطري يا بنت العرب وارقصي بكل اللغات ..(الراب والتطش والروك آند زول) واهتزي يا خصور حفيدات( نسيبة) و ( الشيماء ) ولا عليكن ولتهتز معها كل القناعات والشعارات والثوابت ..(عبير) في العراق تغتصب وتقتل وتحرق أمام أفراد عائلتها بواسطة خمسة جنود أمريكيين ..عاشت الصغيرة كل أجيال الألم والمهانة التي احتوتها كتب التاريخ وماتت وهي غير مصدقة لما يحدث لها ..وجاء الدور علي والدها الذي تجرع كأس الذل والإذلال حتي آخر قطرة وتمزق كل شيء بداخله وهو يعايش المشهد المأساوي الرهيب ..أقتيد هو الآخر ليذبح وكان ذلك أهون عليه من أن يعيش بقية حياته وهو يسترجع تلك الدقائق القاسية ..تصور أخي شعورك وأنت تشاهد مجرد صفعة علي وجه كريمتك من معلم أو معلمة لمصلحتها ..صحيح أنك ستقبل بالوضع ولكن علي مضض فكيف يكون شعورك لو كان الأمر يتعلق بالشرف وبالدم المراق علي سجادة الطغيان ..ثم جاء الدور علي الأم وقد عايشت مأساة صغيرتها الغالية عبير وزوجها ورفيق صباها يذبح أمامه لتجني كل المرارات التائهة في سماء الأحزان ..ثم آخر فرد في العائلة الصغيرة و بعد أن شرب حتي الثمالة من آهات ودموع أحبائه يقتاد هو الآخر ليواجه نفس المصير ..لذلك غني يا صديقي غني خليجي غني مصري لبناني أو سوداني وليدخل الجميع إلي حلبة الرقص ..وهنالك 24 فردا من عائلة واحدة ذبحوا في العراق بواسطة المارينز لمجرد أن لغماً أصاب مركبتهم وفقدوا أحد زملائهم ..(برافو) والله يا أمريكان ليتكم تسلفوننا بعضاً من حميتكم وأنتم تقتصون لرفيق سلاحكم ..فلذلك غني أيها العربي ..غني خليجي ..غني مصري ..لبناني أو سوداني وارقصوا جميعاً بكل اللغات وشتي الإيقاعات ..وغزة تشنق وبيروت تحترق ..لا يهم ..وتعاطوا أخبارالعراق ولبنان وفلسطين وأنتم تحتسون القهوة وتقلبون صحف الصباح ..انفجرت سيارة ملغومة بحي( الشجاعية) ومات 34 وجرح خمسون ..مجهولون يرتدون زي القوات العراقية أقاموا الحواجز في وجه الطرق المؤدية لحي الجهاد ببغداد وقتلوا كل السكان أطفالا ونساءاً وشيوخاً وأصابع الاتهام تشير إلي جيش المهدي وجيش المهدي ينفي ..لذلك غني يا عمي غني خليجي غني مصري أو لبناني ولا يهمك ..الشيعة يبطشون بالسنة والسنة ترد بقدر ما تستطيع أو هكذا يصدق الجميع بعد أن انطلت علي الجميع الخدعة الموسادية الاستخبارية وهي تقتل هنا وهناك وتستمتع بردود الأفعال ..ولماذا هذا التصنيف الممّل شيعة وسنة والجميع يشهد بأن لا إله إلا الله محمد رسول الله ..لذلك هبوا أيها الشباب للرقص والغناء في زمن الفجيعة ما دامت الذقون واللحي لا تخول الإدعاء بالرجولة والشهامة ونصرة المستضعفين في الأرض وأي أرض ..فلم لا نغني خليجي مصري أو سوداني لا فرق . ؟ !!
من أرشيف كتاباتي الصحفية