لقد آن لليل ان يرحلا وللنور يخفق بين الملا ومهما بدا الظلم يحثو الأنين وسوّل في الناس ما سولا وراحت تدندن وأنّ الأنام ستحيا غدا ودرب السنا في مداها انجلى وأن البلاد لبرّ الأمان فلابد من هبّة رعدها تذكرت لما أطل الظلام وأعلن : هيا لنرقى العُلا وصاح الظلام : بنينا هنا صنعنا هنا، واستبحنا الخلا شرعنا إلى المجد نبني فضاه وإشراقة الغد لن تأفُلا هنا الجوع يحفر أجداثه هنا الفقر - يا شعبنا - سُلسلا هنا الجهل يندب حظا سقيم ويلطم وجها له أخطلا وظل الظلام وكل وسائل وبث الظلام عيونا له وعام مرير وعشرين عام وما زحزح الظلم أو حوّلا كما النار تنشر نيرانها فعم البلا ، والردى أقبلا ويبطش ظن الإله القدير بإمهاله -خيفة - أهملا وضج المدى ، واستغاث الورى ولم يلق غير النوى والقِلى وهبوا وأرواحهم أكفهم كالسوار فولّى الظلام وجاء الصباح وللكون من ضيه أرسلا