..
إمرأة منْ صلصالْ
..
جُلْمودٌ هذا الصّخْرُ بِنَظْراتِكِ ,
وَكَلماتُكِ فَيْحٌ يَصْلي شوْقي إلْيْكِ
وَحَدِيثُكِ حَرْفٌ مِنْ صَلْصالْ .
ولقاؤكِ , رَغْمَ اللهْفَةِ تَنهَشُني ,
يُبَدِّدُ في نَفْسي الآمالْ .
وَوَصْلُكِ حُلْمٌ لَمْ تَعْرِفْهُ عُيونٌ
قَبْلَ اليَومِ ,
وَصدُودُكِ نَهْرٌ يَقْسِمُني نِصْفَيْنْ
على جَنَبَيهْ ,
يَجْمَعُني ثُمَّ يُبَعْثرُ أشلائي
بِغَليظِ يَدَيْهْ .
أنْتَظِرُ المَوْعِدَ تَصَحبُني عُيونُ الليْلِ ,
أتقاسَمُ لَسْعَ البَرْدِ مَعَ الأغْصانْ ,
وَتَذْبُلُ في العَتْماتِ خُدودُ الوّرْدِ
وَيَسْقُطُ في الهَمِّ الرّيحانْ .
وَيَأتي الفَجْرُ يَجُرُّ الخَيْبَةَ مَهْزومًا,
وَالرّيحِ تَشُقُّ هُدُوءَ الصَّمْتِ بِقَسْوتِها,
أتَراجَعُ نَحْوي ,
أتْرُكُ في السّاحَةِ أَسْلِحتي ,
وَكَعادةِ جُرحي بَعْدَ جَميعِ مَعارِكهِ ,
تَأتِينَ إليْهِ بِترْياقٍ مِنْ صُنْعِ يَديْكْ .
يَتَعافى , لِيَعودَ لِجَوْلَةِ حَربٍ ثانِيَةٍ ,
فَتَعُودُ الرّقَّةُ صَلْصالا ,
يا أنْتِ ,
مَاذا يَسْحَبُني كالمَجْنونِ إلْيكْ..؟
..
بقلم : م . رفعت زيتون
9 \ 2 \2011
.