رسالة إلى فرعون
شعر : د. نصر عبد القادر
نـقـبــلُ أيــديَــكَ الآثــمــة
وتـــرحــــلُ عــــنََّــــا
نـقـبـلُ جبـهـتََـكَ المـظـلـمـة
وتـــرحــــلُ عــــنــــا
وسـوف نقـولُ مـن القلـبِ شـكـرًا
لـسـحـنـتــكَ الـقــاتــمــة
وطـلـعــتِــكَ الــداهــمــة
نقبـلُ هـذا الحـذاءَ الـذى دقَّ أعناقنـا
وسـمَّـمَ بـالـذلِّ والقـهـرِ أعماقـنـا
نـقـولُ لـهـذا الـحـذاءِ .. كفـانـا
ثــلاثــيــنَ عـــامــــا ..
عـصـاكَ عـلـى رأسـنـا قائـمـة
كـأنّـا قطـيـعٌُ مــن السـائـمـة
علـى ظهرنـا فرقـعـاتُ السـيـاطِ ..
بـأيـدى عصـابـتِـكَ االمـجـرمـة ْ
كلابـكَ قـد نهـشَـت كــلَّ شــىء
ذئابُـكَ قـد شـوَّهـت كــلَّ شــىء
ثلاثيـنَ عامـاً .. ظــلالُ الـخـرابِ
عـلـى صــدرِ أيامـنـا جـاثـمـة ْ
فـباللهِ ياطـائـرَ النـحـس دعـنـا..
فـمـا عــادَ للـعـيـشِ مـعـنـى
ولا عـــادَ لـلـمـوتِ مـعـنــى
فــــــلا تــنــدهـــشْ ...
إذا مـا العصافـيـرُ قــد ســددتْ..
لـرأسِـكَ ضربَـتـهـا القـاصـمـة
وضجَّت صدورُ ضحاياكَ بالثورةِ العارمة
ْأبعـدَ الدمـاءِ الـتـى قــد أرَقْــتَ
وبعـدَ الصـدورِ التـى قـد خـرَقْـتَ
وبعـدَ القلـوبِ التـى قــد حـرَقْـتَ
وبعـدَ الــرءوسِ الـتـى قنصَتـهـا
جـحـافــلُــكَ الـمـجــرمــة
وبعـدَ الــورودِ الـتـى سحقتـهـا ..
مـصـفَّــحــة ٌ راجـــمـــة
أتيْتَ ..وفـى شفتيْـكَ دمـاءُ العصافيـرِ
تقطـرُ مـن بيـن أنيابِـكَ الغاشـمـة
تُـحـدِّثُ عــن خـطـةٍ قـادمــة
أمــــا زلــــت أعــمــى ..
أما زلـتَ ذاكَ الغبـى الأصـمَّ الصنـم
أما زلت تحسبُ أنك فينـا ولـىُّ النعـمْ
وأنَّا العبيد ..وأنَّا الإمـاء ..وأنـا الخـدم
أفــق ايـهـا الكـركـدنُّ الـهــرِمْ
ففـي مـصـرَ يـزحـف طـوفـانُ دمْ
كقلبكَ أعمى ..فليس يفرقُ بيـن الرعـاةِ
وبـــيــــن الــغـــنـــمْ
فـهـل تـوقـف الـذبـحَ ..فـرعـونُ
هـل تطفـئ النارَ..نيـرونُ ؟..كــلا
فهيهاتَ للصخر أن يذرف الدمعة النادمـة
وهأنـتَ تختـمُ بالـدم والنـار والعـار
قــصــتــكَ الـمــؤلــمــة
بكـل الـهـوانِ ..وكــل السـقـوطِ
فـمــا أبـشــعَ الخـاتـمـة ...!!!
**********