يا مصنع الفضلات
يجـــري بـدربك هــــادمُ اللـــذات
وتحيــط باسـمك أســـوأ الثغرات
قــدَّمتَ نفســك قـــائـداً مُتفــــرِّدا
ودعوتَ نفســك مــانِح البَـركات
غيَّــرتَ ألوان الحيــاة وطبعَهـــا
وصبغْتَهـا بسُـــمومك القـــذرات
وهـويْتَ بالشَّعب المُكـرَّم عُنــوةً
للفقــر حتى أســـفلِ الــدرجـــات
وجعلت من (ليبيا) لأهلك مغنمــاً
وكأنهـــا لِبَنيـــك بعــضُ هِبـــــاة
لم تعتـرفْ بالشـَّـعب يومــاً أنــَّـه
منهُ امتطيتَ عُروشــك اللَّدِنـــات
قيـَّــدتَه بجنـــون فِكركَ مُرغمـــاً
وخَصصْتـَه بالجــوع والعَبــَـرات
ووطِئْتَـــه وكأنَّـــه عبــــدٌ حقيــــ
ـــــرٌ لا يــــرى إلاكَ للحســــنات
ونَسيتَ أنَّ الشـعب أنْجبَ قـــائداً
ســلكَ الطَّـــريق بعــزةٍ وثَبـــات
لم يَنْســـهُ الطليــان يومــاً إنمـــا
ها قــد نســيت مُعبِّــدَ الطُّرُقـــات
عمـرٌهو المختــار أطـولَ نخلـــةِ
ســَمقتْ بعصـرٍ مـائجِ الظلُمـــات
فورثتَـه يــا ســوءَ ما وَرِِثتْ بـِلا
دٌ بعـــده يـــا مُنكِــــرَ الصَّلـــوات
ونَفخــتَ نفسـَــك يا رجيمُ كأنمــا
طبـلٌ يضِــجُّ بفــارغ ِ الأصــوات
سـيَّجتَ نفسـكَ بالجنـود ولم تجِدْ
غيــرالعبيــدِ تـذودُ عنــك الآتــي
لم تتَّعــظ من سـابقيْك وكم هووْا
ورأيتهــم في أرذل الــدرجـــــات
واليــوم دورك قــد أطل بوجهــه
وشــرابُه فيضٌ من الحَسَـــرات
الشـّـعب أقوى من جـَرائِمكَ التي
مارسْـــتَها يـــا قـــاتلَ النَّفَحـــات
سَتذوقُ طعمَ الخَوفِ من صيحاتِه
وتفـــرُّ مذعــوراً بغيــــر أنـــــاة
هم كالسِّوارِ وقد أحاطت مِعصَماً
أينَ المفــــرُّ مُيتـِّـــمَ الضَّحِكـــات
ســَـتذوقُ يا أفاكُ شـــرَّ نهايــــةٍ
فالشـــعبُ قررَّ أن تكـــون الآتي
فاغنمْ حياتكَ مثل جُــرذٍ واختفي
أو فانتحِـــرْ يا مصنعَ الفضــلات