ألقيتها في أمسية شعرية بتاريخ 24 - 10 - 2010 في قاعة نقابة المحامين بدمشق أرجو أن تكون فاتحة خير لي في هذا المنتدى الكريم
(كلماتٌ نبت مني كُرمى لمن نشر أُمسنا اليوم بمسك عاطر
لنزار لمن لم يكن شعرُه إلا سيوفاً بواتر ..
وما مشاركتي اليوم إلا من بنات الخواطر ..
يطيب بها قلبي ثم أرجو أن تصفو بها الضمائر ..
تقول لكم كلماتي أني : )
أغلقتُ كلَّ نوافذ َ الحب وألجمت المشاعر
مزّقت ُ أشعاري وأسدلت على قلبي الستائر
نبّهتُ أوصالي وكلَّ هاتيك الضَّمائر
أنْ تهبّ في وجه محبٍ كذا وتحاذر
أن يبقى قلبي بكتمانه باقٍ وصابر
ألا يرقَّ لحبيبٍ أو حتى عاشق ٍ زائر
أن يردَّ لِحَاظَ تحْنانِ طرفٍ حائر
أن أمزّقَ قلبي بالنواجذِ والأظافر
إن ألِف همَّ نجمةٍ أم بات هو الساهر
إنْ رضيَ مهانة فكرٍ أو ابتسامة ساخر
إن اشتاق وصلَ حبيب مسافر هاجر
إن ثار لي بال أو جف لي حاجر
لكــنــي
لملمت كلماتي ورقّعت أشعاري
فمنعتني عزتي ووبخني وقاري
لا تحرقي كلماتك وترميها بلظى النار
أسكتّ صوتي ..
فعلت جوارحي أصواتُها
إن قست الدنيا وملئت بالغدر صفحاتُها
سأترك حزني لتلك الدموع تحاور
سأقتاد كلمتي وإن تلفظت فجزائي عذابها
سأمسح حروفها وليكن غيري أصحابها
سأفعل جُنّة أشياءٍ قلّ عني حسابها
أبداً لن أكون بعد اليوم بحرفي أغامر
فقد رث حبل الصبر من كل صابر
يا سادتي كــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــم :
كم أعلنتُ حبي بزمنٍ كذوب
كم تكّدر صفوه بالقذى مشوب
كم ساهر قوالب مالها من قلوب
وذرى الدمع شوقاً وهو لاهٍ طَروب
كم ساد سوادُه أثقالاً وذنوب
وعانق السيف حتى بدت
أخاديده آثاراً وندوب
كم ازدرى صحبي ما أصابني والشحوب
كم نابت نائبات الدهر علي حين تنوب
حتى أضحت التوبة ُ على الكروب
واجباً دون المستحب أوالمندوب
كم بات قلبي لصادئات الهمّ شروب
كم فُتَّ ليحيا به مغلوب ومنكوب
ضاعت كلمتي وماتت كل ُ القلوب
كل الكلام تشابه ..
وتشابهت أيضاً كل الدروب
كل العناء تشابه ..
وتشابهت أيضاً خطى القلوب
ستَذوبُ يوماً لكِنَّها لا لن نَتوبُ
وما غابَ من عُمرِها لا لن يَؤوبُ
أغلقت كل نوافذَ الحب ِّ وألجمت المشاعر
مزقت ُ أشعاري وأسدلت الستائر
ورفعت سحائب العبرات فلم تعدن مواطر
وحرقت خيالي فما عاد لخيالي زائر
وهجرتُ ما تهوى هاتيك الضمائر
فماعدتُّ أجاهر القمرَ بصبحٍ سافر
فنامت لب عيني دونك والمحاجر
وعمتُ بزهر الروض كذا نجوم ٍ زواهر
وغنت على أغصاني ورود فهن الشواعر
وهب نسيم القلب حين علمت نفيس الجواهر
فمن يفعل فقد عزَّ التقيَّ وذلَّ المقامر
يسير صباً وحباً وقد دارت عليه الدوائر
فواهاً لجوى قلب إنْ إنَّ أو حن ّ لعاثر
وواهاً على عمر غدت ايامه مما أحاذر
على مهجة ضيعتها مالها من الدهر ذاكر
على عيون تروي دموع بادٍ وحاضر
على أوصال كانت عن الفراق تكابر
أنا إن نظمت الشعر بات منك الساخر
وإن وصفتُ قلبي ذكرتُ ألف ممدوح وشاعر
فها انا ذا لم يخطر لي من الحب خاطر
ولا آنست نار الهوى ولا كنت مع العشق حائر
وما مرّ ذكر في خاطري ولا هتك السرائر
وما بلغ الهوى مني بل كنت له ناه و زاجر
وها قد نعمت عيني المنامَ بفقدِهم
وها هي جزاء ً وتواً للأحبّة تناظرُ
فإن شئت أن تخاطر فلك واياك المَخَاطر
وإياك الموافي فهو المكابر الغادر
فكل خلٍّ في هواه راضٍ مُخاطر
مضى في قلبه ، وعن عزمه لم يشاور
نصيحاً ولم يسمع مقالة زاجر
فغره غنم حرب وكان من الطعن غير حاذر
وأختم سادتي فقد، جفت أقلام المحابر