|
ألؤلؤة الجنوب فتحتِ بابا |
ومزّق عنه صارمُك القرابا |
إلى الصبح العتيد غداةَ ظُهرٍ |
زففْتِ إليه أربعة شبابا |
فقام إليكِ غسّانٌ فخورا |
وداس (فلبّ) في روما السحابا |
ببو زيدٍ إذا الخضراء تاهتْ |
بدرعا ردّتِ الشامُ الجوابا |
و أكرمُ طار للعليا أواماً |
فساقاه أبو عْزيزي الشرابا |
أيا أمَّ النَّواوي والنواوي |
به قد يرفعُ اللهُ العذابا |
وأختَ ملوكِ غسّانٍ تنادوا |
إلى الأمجاد قبضاً وانتهابا |
وبنتَ فِلِبَّ في روما مليكا |
حنَتْ كلُّ الملوك له الرّقابا |
لَقِدْماً فِزْتِ بالقدح المُعلّى |
وغَرْسُكِ أمسِ هذا اليومَ طابا |
بشبّانٍ تنادَوا للمعالي |
وما حسبوا لنائبةٍ حسابا |
صدورٍ عارياٍت كاسياتٍ |
من الإيمان درعاً لن يهابا |
فلو قد أبصر العادي لألقى |
لِمَا نظرَ البنادقَ والحرابا |
و ما دعواهمُ إلاّ حقوقٌ |
لها قد أمعن الباغي استلابا |
صلاحٌ للأمور وعيشُ حرٍّ |
وأنْ لا تُؤْخَذَ الدنيا غلابا |
فقال فهل لكم إلاي ربٌّ |
أما خِفْتُم حسابا أو عقابا |
تريدون الحياةَ بغير إذني |
فسوف ترون من أنكى عذابا |
أيا هامانُ أوقدْها ضراما |
على منْ لم يتبْ منّي متابا |
فقالوا فاقضِ ماذا أنت قاضٍ |
فعند الله نحتسبُ الثوابا |
أليس أمامنا عيشٌ كريمٌ |
أوِ الأخرى فقد حسُنتْ مآبا |
فصبرا أذرعاتُ فما تراختْ |
خيول النصر أو رضيتْ غيابا |
رُوَيْدَ تَرَيْ حماةَ وقد تداعتْ |
إلى الساحات آسادا غضابا |
وجُلّقُ في بني مروانَ هبّتْ |
وقد سئموا عن المجد اغترابا |
وحمصٌ خالدٌ قد قام فيها |
إلى اليرموك يشحنُها عِرابا |
وفي حلبٍ بنو حمدانَ جاؤوا |
وقد ركبوا الذَلولَ أوِ الصِّعابا |
وبنْياسٌ وما بنياس إلاّ |
كبحرٍ إن طمى ركب السحابا |
وتلك الدَّيْرُ فاض بها فُراتٌ |
غضوبٌ للمحارم أن تُصابا |
وإدلبُ قام يدْعوها هنانو |
تَحَرَّقُ أنْ تهبَّ لكم وِثابا |
وسلطانُ السُّويدا هزّ شعبا |
كما ناداه قبلاً فاستجابا |
و تلك اللاذقية يا لقومي |
نسورٌ لا ترى فيهم غُرابا |
وقامشلي وحَسْكةُ نادتاه |
صلاحَ الدين قمْ فالعيش ُطابا |
و طرطوس ورقَّةُ ثم جسرُال |
شغورنضَتْ عن المجد الحجابا |
ألا(سلميّةً) نادَوا جميعا |
و(عمراناً) أردنا لا خرابا |
فيا بشارُ قد شِمناك برقا |
مغيثا يوم ألقيت الخطابا |
ولكنْ تلكمُ عشرٌ توالتْ |
فلم تمطرْ ولم نبصرْ سحابا |
وإنا عالمون بأن رهطا |
حيالَكَ أظهروا للبغي نابا |
ألا فاختره شعبَكَ فهْوَ أقوى |
أعزًّمن البغاة غداً جنابا |
صبرْنا عشْرةَ الأعوامِ إنّا |
بهذا اليومِ نرتقبُ الجوابا |