بسم الله الرحمن الرحيم
حبيبتي تسور جزيرة عينيها بسياج من الرمش الشائك ..
للشاعر السودانى عالم عباس محمد نور
البحر يكتب اسمه علي الصخور
وكانت الأمواج تصهل ..
أنظروا .. هذا موسم عرس الأسماك وكلنا مدعوون للمشاركة ..
إن لك اسماً تجهلينه ..
وفى عينيك مدن وجبال وأعاصيرتستحم بالعواصف ..
كيف يكون مرساك والجبل يقترن بك ؟
وعلاقتك بالأحلام مشبوهة
والظلال لا تكلمنا والأوهام تتجسس علينا
واقدامك براكين ..
عودي للبحر يا شواطئ واغرقي أيتها الأمواج .
شعرك الجموح كان يركض من قمة قدميك
حتي اسفل راسك ..
والمهرجانات تتوالى وأنت هناك كل شيء ..
تمتلئ الساحة بك
والبحر يلفظ اسمه ويتربع على عمق عمره ألف ميل
وارتفاعه مليون سنة .
فتعالى نغرق ونمتطى صدفة تمنّعت على الرمل
والرمل يطاردها ..
مُري الرياح أن تسكن واحضري لي شمسية بلون عينيك
وابتسامة المطر ..ونقاء الظل ودهشة القمر ..
إن لكل شئ اسماًوأنت في الميدان شمعة
ومن الداخل غيبوبة بنفسجية عفواً .. بل وردة
وبين جدران عينيك تنسدل سحابة من لهيب .
ربما أكونك عبر لحظة من هنا ..
فلا طعم السنابل يعرفنى
ولا المدٌّ الذي لفظه البحر قد تعلم كيف يخاطبنى
فدعاء العواصف لا مجيب له ..
فعلام الجزع والنفور ؟
أم أنك هنالك يغتلي بك حرماني ؟
كانت الأميرة ..سيدة الحور تبكي
فتمتلء السماء بالرعود
وكانت دموعها كما الأمطار ..وتنهيدتها أعاصير
وعندما تضحك ..
كانت الورود والأزهار والرياحين تتدفق من فمها
وكان كل شيء يضحك ..
ذلك أن ابتسامتها – قالوا – الربيع ..
وبكاءها كان الخريف ..
أو كما قالوا ..
توكأت على قلبى ..
ثم أمسكت القلم بفمي ..وكتبت شعراً صامتاً
ورسمت أربعة خطوط على الماء بفرشاة من
زغب عصفور غريد ..
ذلك الزغب الذي أهدتنيه أمه قبل أن
يكتمل العصفور كائناً سوياً ..
يا إلهى !! ..لماذا تنبضين هكذا في جوفي ؟
والأميرة أين اسمها وظلها ؟
وماذا كان يكتب عنها الاحساس في كراسة المشاعر
التى اختزنت كل بروق الأرض في برهة ..في رعشة
في ومضة من ليل لم يأت ..
وأمطار لم تحبل بها الغيوم
وسماوات ما رأت أبداً سقف الأرض .
مدت الأميرة ذراعاً من لون مغناطيسي ريان ..
فتسلقت أصابعها المرتعشة حتي وصلت إلي كفها
فوجدت أني ما زلت في كفها ..
وعلىّ أن أعاود الصعود ..
مددت شراييني جسراً حتي قمة معصمها
فإذا قدمي زُلت وانكفأت كل الأشياء .
صعدت إلي حيث كانت الذراع وقد امتدت ..
وإلي حيث هي .. وهي نائية كما عيناي ..
وترتعش من برد غامض .. إذن فهي هناك
والبحر يركض عبر نافذتي وتختلط الفصول
تجري بلا زمن وتركلنى مدارات الصعود ..
وحبيبتي كاليم نائمة علي مهد من الأصداف ..
كنز البحر بعثرها وكنت أنا
أعيد مقاطع اللحن القديم .
تحاول الطيران لؤلوتى وشمش البحر يصهر
شمع أجنحتي لها ..والدمع خلجان
بها تنمو القوارب فى العشيّ ..
حبالُها غرقي ما دروا بالريح وهي تموء ..تنعيهم
وتحمل لوعة الأهلين .. سقياهم مدامعهم ..
وهم للليل نجواهم .. وللحيتان تمتد استغاثتهم .
حبيبتي ..إن لي جسراً بعينيك ..
أي سرداب يسربلنى بسحر مدائن
شوارعها من البلور والوديان موسيقي ؟
وفي عينيك غابات تناديني وتغريني وتنأي بي ..
أهوّم ..يا حبيبةُ إن لي ...
للريح نوحك والمداراتُ ..
أمزق زركشاتى ..أذوّب الكلمات أمسح راحتيّ بها ..
قريب موعد اللقيا ..بعيد منبع السقيا ..
عميق لون أغنيتي ..
فهل يأتيك يوم تدركين مداه ؟
حبيبة يا ...
وتحترق الرؤي وجداً ..
حبيبةُ يا ..
هذا مع تحياتي .