|
بَيْنِي وَبَيْنِي فِي صِرَاعٍ دَائِرٍ |
لَمْ يَخْبُ فِي سِرِّي، فَهَاكَ جِهَارِي |
فَالشِّعْرُ أُمِّي حِيْنَ عَزَّ لِقَاؤُهَا |
وَأَنَا اليَتِيْمُ بِحُرْقَتِي وَأُوَارِي |
والشِّعْرُ سَقْفُ مَنَازِلِي وَمَلَاجِئِي |
والشّعرُ أَرْصِفَتِي وَطُوْبُ جِدَارِي |
وإِلِيْهِ أَرْحَلُ مِنْ حَرَائِقِ غُرْبَتِي |
وَإِلَيْهِ أَلْجَأُ مِنْ فُلُولِ دَمَارِي |
وَنَسَجْتُ مِنْهُ مَعَاطِفِي فِي وِحْدَتِي |
ورَسَمْتُ فِيهِ مَلَامِحِي وَمَدَارِي |
وَضَفَرْتُ مِنْهُ جَدَائِلاً أَزْهُو بِهَا |
وَجَعَلْتُ مِنْهُ قِلَادَتِي وَسِوَارِي |
وَرَحَلْتُ دَهْراً، ثُمَّ عُدْتُ وَجَدْتُهُ |
مِيْنَاءَ أَشْرِعَتِي، وشَطَّ بِحَاري |
لكِنْ أَتُرْجِعُنِي حُرُوفُ قَصِيْدَتِي |
نَحْوَ الدِّيَارِ، إِذَا أَضَعْتُ مَسَارِي؟ |
هَلْ تُصْبِحُ الأَشْعَارُ طَوْقَ نَجَاتِنَاُ |
إِنْ أَغْرَقَتْنَا لُجَّةُ التَيَّارِ |
وَتُعِيْدُ وَصْلَ ضَفِيْرَةٍ مَقْطُوعَةٍ |
حَزَمَتْ حَقَائِبَهُمْ لَدَى الأَسْفَارِ |
وَتَصِيْرُ خُبْزاً لِلْجِيَاعِ بِمَوْطِنِي |
وَتَصِيْرُ ثَدْياً مُرْضِعاً لِصِغَارِي؟ |
هَلْ يُطْلِقُ الشِّعْرُ الجَمِيْلُ بَرَاعِمِي |
وَيُفَتِّحُ الأَكْمَامَ لِلأَزْهَارِ؟! |
أَوْ قَدْ يَسِيْلُ غَزِيْرُهُ يَسْقِي الرُّبَى |
كَالمُزْنِ حِيْنَ تَجُوْدُ بِالأَمْطَارِ |
مِيْقَاتُ إِحْرَامِي، وَقِبْلَةُ خَافِقِي |
وَرِدَاءُ حَجِّي لِلْعُلا وَإِزَارِي |
أَيَصِيْرُ مَغْفِرَتِي وَتَوْبَةَ زَلَّتِي |
يَمْحُو خَطَايَا لَيْلَتِي وَنَهَارِيْ |
يَا سَادَتِي هَذِي الحُرُوبُ كَفِيْفَةٌ |
لَا تُبْصِرُ التَّشْتِيْتَ فِي أَقْطَارِي |
صَمَّاءُ لَيْسَ يُضِيْرُهَا مِنْ نَائِحٍ |
صَوْتُ العَوِيْلِ، وَكَثْرَةُ الأَعْذَارِ |
لَا تَعْرِفُ القَوْلَ المُنَمَّقَ، أَوْ تَرَى |
تِلْكَ السُّطُوْرَ بَهِيَّةَ الأَنْوَارِ |
عِنْدَ احْتِدَامِ النَّارِ فِي سَاحِ الوَغَى |
لَا وَقْتَ لِلْإِدْهَاشِ وَالْإِبْهَارِ |
إِلَّا بِضَرْبَةِ فَارِسٍ مُتَعَجِّلٍ |
لِلِقَاءِ رَبٍّ قَاهِرٍ جَبَّارِ |