بسم الله الرحمن الرحيم
نتوقف هذه المرة مع الشاعر السوداني محي الدين فارس وهذه اللأبيات مع كل الود :
أريحا ..
قصيدة شعر محي الدين فارس
حينما يرتجل الموت الضحاياوالطواحين تئن..
يا إلهي أعطنا كل الوطن
كيف نرضي بعد هذا الجرح بعضاً من وطن
يا إلهي أعطنا بعض زمن
ننقش القبر الذي كان ارتجالا في فجاءات الزمن ..
زهرة .. مهمومة ألقت علي السور يديها
خطفوا من وجهها .. اللون ..ومن أكمامها العطر
وولي السارقون
لاتموتي .. شكلي نفسك عودي من جديد سنبله
واخرجي من حدقات المقصله
بلد يخرج من صلب بلد
وبحار لم تزل فيها ارتعاشات الزبد
تحت جذع الشجر المنسي قد نام أبي
وبكفيه وصايا وتراب من وطن
بينما كان هنا يعزق حقله ضاع منا ..
مثل دفق الماء من كف المطر
حفظته هاتيك الشواهد ظلّه الواقف ما زال مُطارد
ما الذي أجبرنا أن نعبر الممشي علي ذاك الصراط ؟
نضجت كرمتنا .. دلت عناقيد الفرح
ما الذي يجعلنا نمشي بلا قوس قزح ؟
لم أزل ألمح في الدار أبي جم العطايا ..
يمللأ الليل حداءً وحكايا ويغني حاملاً عوداً ونايا :
أحفظوا تلك الوصايا حجر يفتح في النار شبابيك المرايا
نحن شئنا أم بلاد العم سام
لنغني مثل ما شاء لنا الحاخام في دنيا الزحام
أكل الليل الخيام ثم قالوا لأريحا .. لا كلام
وقعي والسيف مصلت وبعينيها غبار وتلفت
أكذا قال الحجر ؟
ذلك القاهر وجه الخوف في ليل الخطر
ذلك القادر أن يلجم شدق الريح في كل ممر..
قنبله!سقطت دون تفاصيل تهد المقصله
ما الذي أطفأ تلك النار.. يا للمهزله
حاصرتهم ثورة البحر تواروا في خضوع ..
صفعة أولي تليها صفعات مقبله
ذاك سر المرحله
ليست الأشياء .. اشياء ..
فهذا شجر البلوط أقعي ..ثم قال
تلك يا رب أريحا
لم تعد تضفر شعر الشمس
لم تعد تسدل علي الكتفين شالاً سندسيا ومريحا
لم يعد نبضك يسري في شرايين الحجاره
يا خساره !هذه الليلة لم..لم تجلس علي الموقد كل العائله؟
قتلوا الراوي فما طعم الحكايات ..؟
أبي كان يجيد القص في تلك الليالي الحافله
منذ ذاك الحين طلقنا الليالي الحافله
إن لمحناه صبرنا وتتبعنا وصاياه :
احرسوا كل تراب الوطن موتوا دونه جيلاً فجيلا
أحذروا أن تصبح الأرض لكم .. بيتاً ذليلا..
ما الذي بين يدينا قد تبقي ؟
فرقت بيننا الدنيا ..
كيف نأتي دون أن تأتي جميع العائله
حدقت فينا عصافير الكروم الذابله
كيف نأتي دون أن تأتي جميع العائله ؟!!