|
شغوفٌ ..و نهرُ الشوقِ يسقي فسائلي |
وتصدحُ في روضِ الوفاءِ بلابلـي |
وتمطرُ من غيـثِ المشاعـرِ ديمـةٌ |
و يجري بماءِ الروحِ نبـعُ جداولـي |
و تختالُ في عرشِ الفتـونِ مليكـةٌ |
و تزرعُ أشهى فتنـةٍ فـي خمائلـي |
أسَلتُ لها من كوثرِ الحبِ مـورداً |
و ساغَ الهوى من سلسبيلِ مناهلي |
وأَسْكَتُّ في طولِ التنسِّكِ ناصحي |
و أعجزتُ في دربِ التوّلهِ عاذلي |
وكم أتعبت في حبها من شواهدي |
وكم أينعت في حُسنها من دلائـلِ |
و كم ألجمَ الشعرَ اضطرامي و حُرقتي |
تباغت باللحن الجمـوحِ تمايلـي |
أبحتُ دمَ الوجدان للحُسنِ فارتوى |
وكلُ فصولِ الحبِ رهنُ فصائلـي |
تُكبِّلُ وجدانـي حبائـلُ سحرِهـا |
فما أسرُ يأجوجٍ وما سحـرُ بابـلِ |
أُنضدُ من طلعِ الفـؤادِ قصائـدي |
وتنضحُ من دنِّ الشعـورِ رسائلـي |
أموسقُ أحلامي وأعـزفُ صبوتـي |
وأكنـزُ من سبعٍ عجـافٍ سنابلـي |
وأُنبضُ من أوتارِ قلبي صوادحـي |
فيورقُ بالأنغـامِ شـدوُ عنادلـي |
أطيلُ بمحـرابِ العفـافِ تبتلـي |
وأُطلقُ من طُهرِ النوايـا رواحلـي |
أُضمِّدُ بالآمالِ جرحـاً وأكتـوي |
بوجْدٍ تلظّى فـي أَتـونِ مراجلـي |
و تلتئمُ الأوجاعُ في وقعِ خطوهـا |
وإن صدّعَت حصنَ الضلوعِ زلازلي |
ولما تقاسمت الأنيـن مـع النـوى |
وأيدي نزوعي في مهب السلاسـل |
وسارت بأقصى الحلمِ ريحُ مراكبـي |
وضاقت بأمواجِ الرجاءِ سواحلـي |
تقاطرَ قلبـي نبضـةً إثـرَ نبضـةٍ |
و أحكمتُ أسْرِي في قيودِ شمائلـي |
و لا زلتُ أستسقي سحابَ صبابتي |
وأبذرُ في بيـداءِ يأسـي تفاؤلـي |
تفرّقَ ثأري بيـن وصـلٍ وفُرقـةٍ |
وما اقتصَّ لمحُ القُربِ من نأيِ قاتلي !؟ |