أبيات كانت سببا في طلاقها
لبيـتٌ تخفـق الأرواح فيـه***أحبَ إليّ من قصـر منيـفِ
ولبس عباءة وتقـرّ عينـي***أحب إليّ من لبس الشفـوف
وأكل كسيرة فـي كسر بيتـي***أحب إليّ من أكـل الرغيـف
وأصوات الرياح بكـل فـج***أحب إلى من نقـر الدفـوف
وكلب ينبح الطـراق دونـي***أحب إلـي مـن قـط أليـف
وبكر يتبع الأظعان صعـب***أحب إلي من بعـل زفـوف
وخرق من بني عمي نحيـف***أحب إلي من علـج عنـوف
خشونة عيشتي في البدو أشهى***إلي نفسي من العيش الطريف
فما أبغي سوى وطني بديـلا***وماأبهاه من وطـن شريـف
في هذه الأبيات نجد ضالتنا في بيت القصيد منها وهو :
وخرق من بني عمي نحيـف***أحب إلي من علـج عنـوف
وهذه الأبيات لسيدة من سيدات النساء في زمانها ، لميسون بنت بجدل الكلابية أمّ يزيد بن معاوية ، أي لزوجة الخليفة معاوية رضي الله عنه ، وتذكر كتب التراث أنه تزوجها لجمالها ، وعاشا معا في دمشق ، وحنّت ذات ليلة إلى حياتها قبل زواجها من معاوية ، فأنشدت هذه الأبيات والتي تعدّ من عيون ديوان الشواعر في صدر الإسلام ، فعندما وصلت هذه الأبيات لمسمع الخليفة ، توقف عند البيت المشار إليه أعلاه ، وقال أنا هو ذلك العلج المقصود ، فتركها وألحقها بأهلها ، طبعا نستفيد من هذه القصة دروسا عديدة من تمتع المرأة في هذه الفترة من صدر التاريخ الإسلامي بحرية التعبير عن مشاعرها ، علاوة على الجرأة التي كان يكفلها لها المجتمع ، على خلاف ماقد استقر في أذهاننا عن هذه المكانة للمرأة ..
كما نتحسس من بين ثناياها حِلم معاوية رضي الله عنه ، وترجيحه حل الأمور من أسهل طرقها .
وقصصه في الحلم كثيرة ومشهورة ..