لِكُلِّ امْرِىءٍ مِنْ دَهْـرِهِ مـا تَعَـوّدَا **وعادَةُ سيفِ الدّوْلةِ الطعنُ في العِدى
لقد اهتم المتنبي كغيره من القدماء بمطلع القصيدة فورد مصّرعا وتخير له رويا نطعيا شديد الوقع في الأذن كشدة صوت تقارع السيوف موافقا لتعظيم الممدوح المهتم بشؤون الحرب مع الروم وهذا ما يؤكد ضرورة توافق اللغة الشعرية مع الموقف والمشهد..كما لم يحِد الشاعر في هذا المطلع عن نزعته العقلية فكان الصدر حكمة مفادها أن العادة إذا ترسّخت صارت ماركة مسجلة تميز صاحبها عن غيره وهي فكرة يتقبلها الذهن عموما حتى ولو وُجد هناك استثناء . وهذا التمهيد الحكمي امتطاه أبو الطيب ليوصله إلى مبتغاه وهو مدح سيف الدولة بالعظمة وقهر الأعداء وكان الربط بين شطري البيت منطقيا محكما يتعايش فيه االعقل والوجدان حيث لا يمكن الفصل بين هدوء الشاعر في الصدر أثناء تقرير الحكمة وانفعاله في العجز حين تقديس الخليفة لتقديسه مجاهدة أعداء الدين والأمة.. هذا عن التزاوج والتناسق المحكم بين ما هو فكري وما هو عاطفي في المطلع وبالتأكيد ستكون لهذه الظاهرة بصمتها في الكثير من أبيات الدالية..