|
بالحمدِ جِئْتُكَ والجميعُ ورائي |
لكَ طالبًا يا كاشفَ الضَّرَّاءِ |
الشّعْرُ شِعْرِي والكلامُ كلامُنَا |
كُلُّ القُلوبِ تَوَحَّدَتْ بِدُعائي |
جئناكَ جَمْعًا كَيْ تَرى يَا رَبّنا |
أنّا بِدونِكَ أضْعَفَ الضُّعفاءِ |
جِئْنا إليكَ بِما تُحِبُّ تَقَرُّبًا |
بِتَآلُفٍ تَرْضَى وَذُلِّ رَجَاءِ |
جئْنا بقلبٍ حامدٍ مُتَضَرِّعٍ |
مُتَيَقِّنٍ في جُودِكَ السَّخَّاءِ |
يا رَبّ حَمْدًا لا يُعَدُّ لِنِعْمَةٍ |
دَوَّامَةٍ في غُدْوَةٍ وَمَساءِ |
نِعَمٌ بِها ربِّي تَمُنُّ تَكَرُّمَا |
وتَزِيدُ رَغْمَ الذَّنِبِ في النَّعْماءِ |
نِعَمٌ نَراها في الرّخاءِ تَلُفُّنَا |
وتَلُفُّنا حتّى بِيَوْمِ شَقاءِ |
يَا ربّ جئتُ كمَا تريدُ وتَرْتضي |
مُتَضَرِّعًا بالحمْدِ والأسْماءِ |
أنتَ الرّحيمُ القَادرُ المُتَكَبِّرُ الْـ |
مُتَجَبّرُ المُعْطي بِكُلِّ سَخَاءِ |
الرازقُ الشّافي الغَنِيُّ بِفَضْلِهِ |
الوَاهِبُ المُنْجي مِنَ الأرزاءِ |
أدْعوكَ يا ربّي بِكُلِّ اسْمٍ، بِهِ |
تأبى بِعَطِفكَ أنْ تَرُدَّ رَجائي |
هذي الكريمةُ أمُّ حُبِّي تَشْتَكي |
أمّي العَزيزَةُ مِثلَها في الدّاءِ |
وسَليلةُ الأحْرارِ مثلَهما لها |
وجَعٌ ثَوى في الرأْسِ والأعْضاءِ |
قدْ زارَهُنَّ الدّاءُ مُنْتَقِمًا وَقَدْ |
كُنَّ اللّواتي تَهْزَأَنّ بِدَاءِ |
كَمْ قَدْ وَهَبْنَ ومَا وَصَبْنَ لِعِلَّةٍ |
لا يَأْبَهَنَّ لِمِحْنَةٍ وَعَناءِ |
يُنْشِئْنَ جِيلاً لا يَنَلْنَ سِوَى الضّنى |
وَيُدِلْنَ مُرًّا مَرَّ بِالإعْطاءِ |
مِنْ بَعْدِ هذا حِينما وَهَنَتْ خُطًى |
دَارَ الزّمانُ عَلى النّسَا بِبَلاءِ |
أمْسى ذَليلُ الدَّاءِ جَبّارٌ لهُ |
بَطْشٌ بِهِنَّ وَصِرْنَ دُونَ وِقاءِ |
يا ربّ هذا حالُهُنَّ عَلِمْتَهُ |
ولأنتَ ربّي أرْحَمُ الرُّحَماءِ |
يا ربّ فارْفَعْ عنْ أحِبَّتِنا البَلا |
فلقدْ يَئِسْنا مِنْ دَوا الحُكَماءِ |
يا ربّ عَبْدُكَ قدْ تَسَبَّبَ عاجزًا |
والطّبُّ دونَكَ لا يَفي بدَوَاءِ |
يا ربّ خَفّفْ بَلْ أزِلْ كُلَّ الذي |
أبْلى أحِبَّتَنا مِنَ الأعْباءِ |
يا ربّ فاقْبَلْ جَمْعَنا ودُعاءَنا |
لا تَخْذُلَنَّ تَذَلُّلَ الضّعَفاءِ |
أمِّنْ أخي إنَّ الإلهَ مُجيبُنا |
فَهُوَ الرّؤوفُ وأكرَمُ الكُرَماءِ |