|
السّجنُ كفرٌ كما الأَغلالُ كُفّارُ![](clear.gif) |
أَعمى البصيرةِ خيرَ النَّاسِ يختارُ |
والأَسرُ قبرٌ ومنْ في الأسرِ يعرفُهُ![](clear.gif) |
الموتُ يدنو وتدنو قبلَه النَّارُ |
والقيدُ منفىً فلا زوجٌ ولا ولدٌ![](clear.gif) |
غابَ الصَّديقُ وعزَّ الجاهُ والجارُ |
للهِ أَشكو إِذا يأْجوجُ قدْ فُتِحتْ![](clear.gif) |
وداهمتني معَ الأَوهامِ أَفكارُ |
حفرتُ بابًا إلى أَهلٍ سيوصلني![](clear.gif) |
عبرَ الجدارِ وظفرُ الشَّوقِ حفَّارُ |
تنامُ عيني وعينُ القلبِ مُسْهدَةٌ![](clear.gif) |
وجيشُ مأْجوجَ فَرّارٌ وكَرّارُ |
وحدي، وهذانِ حولي، ليسَ غيرُهما![](clear.gif) |
يُصغي إِليَّ، هُما والضِّيقُ سُمَّارُ |
يا صاحبيَّ، أَلا فتوى فأُدركُها؟![](clear.gif) |
في ذاتِ رؤْيا، أَلا مُفْتٍ وبشَّارُ؟ |
إِنِّي أَراني كمنْ قدْ كانَ في نَهَرٍ![](clear.gif) |
دونَ السَّفينةِ والإِلهامُ بحَّارُ |
حتَّى صعدتُ على ظهرِ الغمامِ وما![](clear.gif) |
وجدتُ غيمًا فأنَّى ثَمَّ أَمطارُ |
ماذا تقولانِ في الأَضغاثِ تحملني![](clear.gif) |
بِلا جناحٍ وثوبُ الليلِ ستَّارُ |
إِلى هنالِكَ حيثُ العينُ شاخصةٌ![](clear.gif) |
عينُ الأَحبّةِ فيها التَّوقُ إِعصارُ |
أَهوي إِليهمْ على أَطلالِ أَفئدةٍ![](clear.gif) |
يقودُ روحِيَ إِقبالٌ وإِدبارُ |
أَخشى عليَّ إذا أصحو فقدّتُهُمُ![](clear.gif) |
فالحلمُ وهمٌ ومثلُ البحرِ غدَّارُ |
يا صاحبيَّ ومنْ لي اليومَ غيرُكما![](clear.gif) |
أَنتَ الظّلامُ وهذا التّوأَمُ الغارُ |
فلتسمعا لحديثِ الهمِّ أَسرُدهُ![](clear.gif) |
كونا النّصيرَ فما في الكونِ أَنصارُ |
قدْ تفهمانِ جنوني والضَّياعَ وقدْ![](clear.gif) |
لا تفهمانِ.. وسدُّ الصَّبرِ ينهارُ |
يا أَيُّها الغارُ قدْ ضاعَ الشَّبابُ وقدْ![](clear.gif) |
حلَّ المشيبُ وما للشِّيبِ أَعذارُ |
ليلي مُحيطٌ عظيمُ الموجِ ليسَ لهُ![](clear.gif) |
خِلٌّ وفِيٌّ وكمْ في اليمِّ أَسرارُ |
والوقتُ يجري وما في العمرِ مُتّسعٌ![](clear.gif) |
والظَّنُّ أَنَّ جيوشَ الموتِ زُوّارُ |
ويا ظلامي، صديقي رغمَ قسوتِهِ،![](clear.gif) |
فالحضنُ تُرْبٌ وإِن الصَّدرَ أَحجارُ |
هاتِ اليراعَ وأَوراقًا ومحبرةً![](clear.gif) |
واذكرْ غلاظًا على الأَجسادِ قدْ جاروا |
واكتبْ سؤالًا عنِ الأَمجادِ إِذْ فُقِدَتْ![](clear.gif) |
و سيفِ جدّي وغمدٍ لفّهُ العارُ |
سَلْ أَينَ خيلي وأَينَ العدلُ ننشدُهُ![](clear.gif) |
هلِ اشتراهُ منَ الأَسواقِ فُجَّارُ |
يا صاحبيَّ كواني اليومَ صمتُكما![](clear.gif) |
إِنَّ السّكوتَ عنِ الطُّغيانِ أَوزارُ |
لوْ تُخبراني كما في كلِّ نائرةٍ![](clear.gif) |
متى ستأَتي عنِ الآمالِ أَخبارُ |
نفسي حنانيكِ لا كرمٌ فنعصرُهُ![](clear.gif) |
وشعرُ رأْسي لِطيرِ الموتِ أَوكارُ |
حتّى الكواكبُ في أَحلامنا اندثرتْ![](clear.gif) |
والشّمسُ ولَّتْ وولَّى البدرُ والدّارُ |
وصاحباي، ودائِي منْ دوائِهما،![](clear.gif) |
هذا أَصمُّ وذا أَعشى وختّارُ |
هذانِ ويحي وقدْ خاسا بعهدهما![](clear.gif) |
وليسَ ينفعُ جرحَ الغدرِ عطّارُ |
كيفَ الضِّياءُ سيأتي دونما قمرٍ![](clear.gif) |
لا بدَّ للنّورِ أَنْ تعطيهِ أَقمارُ |
يا نفسُ مهلًا فلا يفْتِنْكِ في ختَلٍ![](clear.gif) |
شيطانُ نزغٍ، هي الأَحداثُ أَقدارُ |
وَقِي السُّقوطَ كنسرٍ عاشَ في قممٍ![](clear.gif) |
وَعِي حروفي فهُنَّ اليومَ أَحرارُ |
مذْ عهدِ يوسفَ والسَّجانُ منهمكٌ![](clear.gif) |
في قهرِ يوسفَ والأَحزانُ سُعَّارُ |
لكنَّ ربَّكِ منْ أَسرارِ حكمتِهِ![](clear.gif) |
إِنْ شاءَ تنْمُ خلالَ الصَّخرِ أَزهارُ |
لذا فقرّي عيونًا إِنْ بكتْ ذرفتْ![](clear.gif) |
جمرًا وسالتْ كما البركان أَنهارُ |
لوذي بصبرٍ فما دامتْ لمنْ سبَقوا![](clear.gif) |
والدّهرُ يومانِ إِنَّ الدَّهرَ دوَّارُ |
وذا الزَّوالُ لقيظٍ حانَ مغرِبُهُ![](clear.gif) |
صُمْتِ النَّهارَ وبعدَ الصَّومِ إِفطارُ |
والليلُ يمضي وإِنْ طالتْ دقائقُهُ![](clear.gif) |
يا ليلُ فاحذرْ جنودَ الفجرِ إِنْ ثاروا |