رحل .... رحل ....رحل
هل حقا رحل من هنا ؟؟
هل كان هنا يوما ؟؟
هل كانت عيناه
اللتان لم ألمحهما يوما
هما واحتي من هجير أيامي؟؟
لم أعد أذكر
من أنا
وكيف صرت
وأصبحت
فمنذ رحل
أخذ كل ذاكرتي معه
وأخذ اشراقات صباحي
ونجوم أمسياتي
ولم يترك ورائه
إلا سديم إنسانة
كانت فراشة
في دنيا الأحلام يوماً
تتهافت حول ضوء شمسه
وسرعان ما احترقت
بضوء نيرانٍ
أحاطت بها من كل جانب
فلم تجد لها مناصاً آخر
سوى الاحتراق
شغفاً بالضوء
أوَرحل ؟؟
ألم تكن أرواحنا
قد التقت قبل أعيننا
هل سأجنّ أكثر من هذا الجنون ؟؟
وسيقتات الجنون من جنوني ذلك
هل سيضيع وجهه مني
وسط زحمة الأماكن
التي ضيعت نفسي بها؟؟
يا أنا
أتراه كان سراباً
وجودك في حياتي؟
ألم تشاهدْك عيونُ قلبي يوماً؟
ألم تتوشح بأوشحة الشمس يوماً؟
الم تأتِ إلي يوماً
كغيمة عطرٍ
هاجرة
في لحظة
سرقتها من زمني ؟؟
كيف سأتعلم تهجئة الحياة
من بعدك ؟؟
كيف سأحارب
موجات الشوق إليك ؟
إلى أي المجاهل
أسافر لأهرب منك؟
أية أرض سأدفن بها
وهي لا تحمل ذكراك ؟
يا أنا
أي أمطار ستنبتك
مرة أخرى بأرضي؟
أتراني
قد أوغلت بالسراب
عندما ترقبتك يوما
وقد زرعت الياسمين
على ضفائري
وترقبت حضورك
على شرفات عمري
وأفل القمر
وما مللت انتظاري
يا أيها البعيد القريب :
مازال قلبيَ الأحمق
يحدثني كل مساء
عن موعد مع فارس
ترجّل قبل الأوان
وأتهادى
مع نسائم الأرج
مع ترنيمة عودتك
التي يرددها قلبي كل ليلة
وأعلل النفس بها
ولكن تصبح العيون
وقد أرقها
ذلك الحلم الممل
وشيء ما
في خافقي
يقول لي :
رحل
واختبأ
في موجات
الضباب
ولن يعود
يا غيبوبتي عن الألم :
أما أن للغائب أن يرجع
إلى أحضان عيون
أدماها ترقب فجره ؟؟
سوسن