|
وإذا ما خلا الجبان بأرض" |
ظن وهماً بأنه الضرغامُ |
هتك العرضَ غيلةً وتعشى |
بدماء الأطفال جيشٌ لهامُ |
|
|
طبعاً , الشطر الأول من البيت الأول مقتبس كاملاً من بيتٍ شهير للمتنبي
|
وإذا ما خلا الجبانُ بأرضٍ |
طلبَ الطعنَ وحدَه والنزالا |
|
|
والشطر الثاني من البيت أراه موفقاً وجميلاً
أما البيت الثاني ففيه كلام كثير كثير
ففي البيت الأول يقول , إذا خلا الجبان بأرض , أي كان وحده فيها , أي لا غريمَ ولا منازعَ ولا خصيمَ هناك
ثم يقول في البيت الثاني : هتك العرض , هتك عرض من ؟ أي هناك مقابلٌ له وخصيم وغريم !!
هناك تناقض واضح
وفي الشطر الثاني من البيت الثاني هناك خطأ بلاغي
فالدمُ يشربُ ولا يؤكل , فكيف يقول: تعشّى بالدم ؟
في لسان العرب : وعَشِيَ الرجلُ يَعْشَى وعَشا وتَعَشَّى،كلُّه:
أَكلَ العَشاء فهو عاشٍ.
وعَشَّيْت الرجلَ إذا
أَطْعَمته العَشاءَ، وهو
الطعام الذي
يُؤكَلُ بعد العِشاء.
طبعاً قد يمكن أن يقال : كان عَشاؤه ماءً , مَجازاً , دلالة على أحد أمرين :
إما أن يكون فقيراً لا يجد ما يُؤكل
أو أن يكون زاهداً أو يحب أن يكون عشاؤه خفيفاً طلباً للصحة
ولكن الفقر والزهد ليسا من طبع الجيش الذي يتكلم عنه صاحبنا
فإذا قيل إنه يشبهه بالخفاش الذي يتعشى على دم , فإن ذلك لا يستقيم لأمرين :
أولاً : أنه قدم بوصف الجبان بالضرغام
وثانياً : أنه أخّر في بيت يليه بعدُ بوصف أحلى غذاه بفخذ طفل , حيث قال :
|
والغٌ ربما وأحلى غذاه |
فخذ طفل ولوزتاه إدام |
|
|
وهناك علة أخرى في الشطر الثاني من البيت الثاني :
حيث أتى على ذكر الجيش فجأة ولم يقدّمْ له , وهذا يعتبر تفككاً في الشطر وفي البيت وارتباكاً وضعف ربط .
أنتظركم .
مع محبتي