رحمـــــــــــــــــــاكَ ربـــّي
...
رُحماكَ ربـّي قدْ
بلغتُ منَ الذُّنوبِ مبالغي
ومـــنَ المآثمِ قــــدْ
زرعتُ روابيا
ومضيتُ في
لغوِ الحديثِ ولمْ أزلْ
أصبو إليهِ وإنـّـني
للـّهوِ ويــــلي
قــــدْ بنيتُ
ملاهيا
ونسيتُ يومًا
لستُ أدركُ وقتهُ
وتركتُ نُصحَ الناصحينَ
ورائـــــــــيا
كمْ كنتُ أصبحُ
للرذائلِ صانـــعًا
بالفسقِ أحيا بالمجونِ
مجاهرًا ... كمْ كنتُ أمسي
للفجورِ مـُدانــــيا
مرَّ الشـّـبابُ
وقدْ ملأتُ مدائني
منْ كلِّ رجسٍ كالجبال
تراكـــمتْ جـــــهلاً
وغطـّتْ كالغيومِ
سمــــائيا
سيـّـانَ عندي
شهدُ نحلٍ خالصٍ
وقذى الذّبابِ ملوثًا
كمْ كانَ جهلي
إذْ فقـــدتُ
صوابيا
أفٍّ لحكمٍ
قدْ تساوتْ
فيهِ نجماتُ السّـماءِ
مع الثّرى ...
هذا الضّلالُ بعينهِ
كيفَ اتـّـبعتُ
ضلاليا
بلْ كيفَ أنـّي
قــدْ ظننتُ بأنـّـهُ قــدْ
كانَ يومًا صوتُ بومٍ ناعقٍ
كالعندليبِ إذا شدا
ربـّاهُ هـلْ هـــذانِ
كانا في الطـّيورِ
سواسيا ؟
قدْ كنتُ عبدًا
للذّنوبِ وإنـّني
أشتاقُ عتقًا منْ
براثنِ زلـّـتي ....
أحتاجُ توبةَ نادمٍ متصدّعٍ
عبدٌ أنا ... هلْ منْ
يودُّ شرائيا ؟
يا ذي السـّـواقي
فلتجودي أنهراً منْ مقلتيَّ
لعـلـّـها تمـحــو الخــطايا
مـــنْ صحائفِ غافـــلٍ
أتراهُ ينفعُ أمْ ترى
مثلُ السـّرابِ
بكائـــــيا ؟
ربـّـاهُ
إنَّ الرانَ
سدّ منافذَ التّوباتِ
إلا واحدًا هو منـــفذٌ
يفضي إلى أعتابِ بابكَ
والرّجــاءُ دلــــيلهُ
ربـّـاهُ إنـّـــي
قدْ سبــقتُ
رجائيا
هلْ لي بعفوٍ
قبلَ فوتٍ إنــّـني
منْ هــــولِ خوفي
منْ لقـائكَ مــذنبًا
أدعــوكَ ربـّي
أنْ يطــولَ
بقائــيا
حتـّى أُرتـِّـقَ بالدّعا
ثوبَ التـّـقى ذاكَ الـذي قدْ
مزّقتـْـهُ أظافرُ الزّلاتِ منـّي
ويحَ قلبي إنْ مـُنعْـتُ مثوبةً
أو بعضَ عمرٍ كيْ أرمّمَ
ردمَ نفــــسي أوْ
أُغيّرَ ما بيا
يا ربَّ آدمَ
إذْ غفرتَ صنيعهُ
هــــــــذا أبـــــي ...
هذا أبي وأنا امتدادُ خطيئةٍ
بدأتْ هـــناكَ غـفرتـَها
ربـّـاهُ عفوكَ شاملٌ
لا نقصَ فيهِ فهلْ
أطمئنُ يا رحيمُ
فـــــؤاديا ؟
.
..
بقلم :
رفعت زيتون
القدس .
في وداعِ رمضان
قصيدة قديمة.