|
نَادَيْتِنِي أَمْ قُلْتِ بِالحِرْمَانِ |
ذِكْرُ الهَوَى بِمَرَابِضِ النِّيرَانِ |
أَمْ تَجْزَعِينَ مِنَ السِّلاَحِ ! فَإِنَّهُ |
فَخْرُ الرِّجَالِ وَحُلْيَةُ الفُرْسَانِ |
كُفِّي فَإِنَّ هَوَايَ وَسْطَ خَنَادِقِي |
مُتَمَنِّعٌ بِمَدَافِعِ المَيْدَانِ |
فِي غَفْلَةٍ سَتَرَ الرَّصَاصُ صَبَابَتِي |
وَثَنَى المَحَبَّةَ مَرَّةً وَدَعَانِي |
وَتَرَكْتُ ذَيَّاكَ الفَضَاءَ بِغُصَّةٍ |
وَبَنَاتُ نَعْشٍ مَنْزِلِي المُتَدَانِي |
وَ إِذَا الكَتَائِبُ مَا وَصَلْنَ لِبَلْدَةٍ |
إِلاَّ قَتَلْنَ بِكَفِّ كُلِّ جَبَانِ |
جَيْشٌ ، إِذَا نَطَقَ الرُّوَاةُ بِـمَدْحِهِ |
جُرْذَانُ تَرْقُبُ غَفْلَةَ السِّرْحَانِ |
وَ شَبَابُنَا سَلَبُوا الوَغَى أَقْوَاتَهَا |
كَالنَّارِ تَأْكُلُ لَيِّنَ الأَفْنَانِ |
وَ تَقَلَّدُوا لِلْمَوتِ عَزْماً طَالِعاً |
وَالْتَفَّتِ البِطْنَانُ بِالزِّنْتَانِ |
مِصْرَاتَةُ الفَخْرُ العَظِيمُ لِشَعْبِنَا |
فَكَفَى بِهِمْ فِي الحَرْبِ مِنْ أَقْرَانِ |
وَ طَلاَئِعٌ مَحْفُوفَةٌ بِطَلاَئِعٍ |
قَدْ كُلِّلَتْ بِالنَّصْرِ وَ الأَكْفَانِ |
بَاتَتْ تُنَاجِيهِمْ نِسَاءُ بِلاَدِنَا |
وَغَدَتْ تُنَاجِيهِم بَنَاتُ جِنَانِ |
فَتَحَرَّرِي يَا لِيبِيَـا وَ اسْتَنْهَضِـي |
فَخْرُ الحَيَاةِ بِعِزَّةِ الأَوْطَانِ |
جُهْدُ الشَّجَاعَةِ أَنْ تُقَاتِلَ مِثْلُنَا |
ذَاكَ الثَّنَاءُ ، تَخَاصُمُ الفُرْسَانِ |
وَسَمِعْتُ مِنْكِ تَعالَ ، قَلْبِي عَائذٌ |
نَسْقِـي اشْتِيَاقاً عَادَ بِالأَحْزَانِ |
لَعِبَتْ بِنَا كَفُّ الْلَيَالِي عُنْوَةً |
مِنْ بَعْدِ مَا جُبَلَتْ عَلَى الإِحْسَانِ |
لاَ تُشْرِعِي طَرَفَ الغَرَامِ وَ تَخْتَفِي |
بَيْنَ الأَسَى وَ سَوَاحِلِ الكِتْمَانِ |
قُولِي أُحِبُّكَ مِنْ عُلاَكِ تَوَاضُعاً |
قَوْلاً يُنِيرُ حَقِيقَتِي وَمَكَانِي |
وَتَعَطَّفِي ، قَدْ كَانَ قَلْبُكِ قَاسِياً |
وَ تَذَكَّرِي ، مَنْ لاَذَ بِالنِّسْيَانِ |
أَمْ أَنْتِ أَغْلَى مِنْ دِيَارِي مَوْطِناً ؟ |
عَجَباً ! فَمَنْزِلُكِ الذِي اسْتَبْكَانِي |
فُكِّ القُيُودَ ، فَقَدْ خَتَمْتُ مَقَالَتِي |
وَ تَفَهَّمِي ، قَدْ حَارَ فِيكِ لِسَانِي |
يَا تُونُسَ الخَضْرَاءَ قَيَّدَنِي الهَوَى |
بَيْنَ الدَّفَاتِرِ وَ اللَمَى الرَّيَّانِ |
يَا رَوْضَةً يَمْمَتُهَا فِي رَوْنَقٍ |
فَتَنَ العُيُونَ بِسِحْرِهِ وَ بَرَانِي |
بِسْمِ الإِلَهِ ، فَقَدْ رَمَيْتِ مَقَاتِلِي |
وَحْيَ الغَرَامِ وَ فَيْضَهُ التَّهْتَانِ |
لاَ مِثْلُهَا للثَائِرِينَ مَثَابَةٌ |
إِلاَّ بَنِي غَازِي المَحَلُّ الثَّانِي |