بعد زهاء سنواتـــ .. يمكننيــ أن أقول أخيرا .. أننيــ ألفتكــ
تعودت ابتسامتكــ ..
تعودت كلامك .. صمتك .. نظراتكــ
نظرة الغضب .. نظرة الاشتهاء .. نظرة الغيرة .. نظرة الحنقــ
حفظتك .. كما لم يحفظك غيريــ ..
هي مسيرة استكشافك ولتــ .. حين كنت أسبر أغوارك .. تارة أفوز الكنوز من بحارك .. وتارة أخرى أحصد الألغام من أراضيكــ
الآن بث أعرفك .. كما أعرف نفسي . وأكثر
لم تعد مسافة الغموض تكتنف جزرك .. ولم يعد مدك يسري على كل الأجراف والرمال .. بل أصبح يخصني وحديــ ..
قد تقول بين الفينة والأخرى أن بعض الغموض .. وقليل فضول كالملح للطعام ..كالنكهة للحياة ..
قد تصر أحيانا .. كما دوما .. أن حب الاستكشاف ينقش المغامرة والسعادة أكثر
تأتي لتبرهن بأكثر ما أعشق فتضرب المثال بالكتابــ ..
أن نقرأ كتابا جديدا أكثر متعة بكثير .. من كتاب حفظناه عن ظهر قلبــ ..
هكذا ترى أنتــ
إنما يا عزيز الفؤاد ..
في حياتي عشقت كتاب واحد .. بقي بحلقي قبل أن يظل بذاكرتي .. ربما أعدته أكثر من مرة لأزيد اقترابا منه .. إنما يمكنني سرد مقاطع منه عليك الآن .. بالمتعة وبمنتهى الخبرة
وأبدا أبدا.. لن يعوضه كتاب آخر .. في جوفيــ
لدى فالاقتراب والمعرفة الكلية .. وحتى التملك ليسوا نهاية مطافــ
بل بداية جنون متقد يحكي المتعة .. والغزارة
وحس المغامرة .. ذاك الذي يجعلني أعض جانب شفتي من الإقبالــ ..
فأغرق فيك .. لأنتشلك لنفسك .. وأصرح بالفرحة .. أن ها أنا أسري بين خطوط يدك كما البصماتــ
أن ها أنا أتدفق من زوايا أظافرك للأعماق .. للأعماقــ
أتوجد لحظات أكثر من هكذا انجرافــ .. ؟؟
مستحيلــ ..
والصمت ؟ .. هل اكتشفت تركيبته الفريدة ؟
هذه التي تمد أسطرها دون هوادة .. قد أجلس جنبك .. أمامك .. ساعات دون كلامــ
قد ينتهي الحديث .. لا من قلته .. إنما للوصول لهكذا نقطة موغلة
للصمت بيني وبينكــ
صمت الكلام .. صمت التأمل .. صمت المناجاة .. صمت اختراق روحك في منتهى طمأنينتها .. صمت غرس شتلتي للمرة الألف .. بين حدود جوارحكــ ..
لا داعي للنقاشــ أكثر
فقد سحرتك بروحيــ .. قبل أن تسحرك عيونيــ
لقد .. عنونتكـ بامتياز .. أروعـ كتابـيــ
؛