|
دفقٌ من الوجد في الخفّاق موّارُ |
يسير بي حيثما الأحبابُ قد ساروا |
أنا الغريب بداري دون وصلكمُ |
وحيث كنتم فلي في قربكم دارُ |
لو كنت في روضةٍ من دونكم ذبُلتْ |
وتغمر البيدَ عند الوصلِ أزهارُ |
أخي سمير وعين الودّ غائمةٌ |
لو أنّها أنصفتكم قلتُ مدرارُ |
نحن الغريبين والأصقاع تعزفنا |
لها من النأي والآهات أوتارُ |
على الأثير التقينا ثمّ ما لبثت |
أن أعلنت ذاتها في القلب أفكارُ |
نعم الوشيجة بالإنسان لائقةٌ |
أرادها الله لا تبرٌ ودينارُ |
وإن تعارفت الأرواح فاتحدت |
شدَت بها في رحاب الحبّ أشعارُ |
غمرتني بوفاء ما حلمتُ به |
طبعٌ لديكَ لعمري فيه أسرارُ |
كأنما أنتَ الاستثناء في زمنٍ |
ألصّاحباهُ إنتهازيٌّ وغدّارُ |
بلغت في ذاك أفْقا لا يجاوزه |
فوقَ الأمانيِّ للإحسان مقدارُ |
يا سيّد الحرف، حسبي منك مكرمةً |
أوشالُ شعرٍ، وهذي منك أنهارُ |
الثيباتُ معانٍ منك أقبسها |
وما إليك سعت منهنَ أبكارُ |
فراشُ مدحك من خزٍّ به سَعَةٌ |
هذا غطائيَ تلفيقٌ وإقصارُ |
قتامةٌ اللفظ في صوغٍ تعاندني |
تجاهكمْ شعّ في الوجدان أنوارُ |
كم قد رشفت نميرا عذْب واحتكم |
وكم شدَتني بها في الظلّ أطيارُ |
وكم طربت لإبداعات من سطروا |
كأنما خط فوق الطرس مزمارُ |
ولست أحصر قولي في القريض به |
سموتم ضمّه في الحسنِ تيّارُ |
في الشعر والنثر يسمو عن نظائره |
سرت به في ربوع الضاد أخبارُ |
كم ماجد ها هنا فذٍّ وماجدةٍ |
ولا أسمّي فإنّ الكلّ أخيارُ |
أنعم بها واحةً أنعم بساكنها |
أنتم هنا في رحاب الفكر أحرارُ |
من جلجلان فؤادي ألفُ هاتفةٍ |
هيّا إليهم ففي التطويلِ إهدارً |
يا سادتي كلّكم في القلب منزله |
فأنتم الرّبع والأهلون والدّارُ |
كأنما في عيون القلب صورتكم |
من الزمرّد والياقوتِ تذكارُ |
شتّان، في شرَياني منكم صورٌ |
وتلك مهما سمتْ درٌّ وأحجارُ |
أردت ردا على (متـْـفاعلن) فأتت |
على البسيط، فهل في ذاك إعذارُ؟ |