كانت فى ظلام دامسٍ
.. قاحل .. مخيف
- تلك الليلة -
وكأن الخوف يغتالها إغتيالاً ..
يشنق فيها أى ضوء من نجمٍ عابر ..
فلو تبقّى فى العين شىء من الدمعِ
لكان انفجر ..
وأحرق مقلتيىَّ بناره وانهمر ..
لكنه جفَّ من أمدٍ بعيدٍ واندثر ..
لا يشبه تعب الليلة أى تعب ..
فأنا منهك جداً وربى ..
كجذع هالك الأغصان من خشبِ ..
سئمت توجّعى وتمزّقى وتبعثرى
بمدائن التعبِ
سئمت الناس والوسواس والأجراس
والحرّاس فى ضجرِ
سئمت الشمس ،
جرح الأمس ،
حب مات بالصبرِ !
سئمت الماء والأشياء
والأجواء والأنحاء
سئمت خيانة القمرِ
أهذا ياترى قدرى..؟
أهذا ياترى زمنى..؟
هذا إذن ثمنى ..؟
حروف حبرها عمرى
وقلم صُبَّ بالوجعِ
ووطن بيع بالقدمِ
وألم سيق بالألم
تُرى يا رب اى حياة تلك أحياها بلا أمل ..!؟