|
بِقدْرِ الحُبِّ ينطلقُ العتابُ |
وَلِي في جنَّة العْتب الرِّغَابُ |
ولو أضمرتُ ما استشعرتُ غيبًا |
لشابَ صحائفَ الرُّوحِ اكْتِئَابُ |
وإنِّي مُذْ تذوقتُ التَّآَخِي |
تَهونُ بمقلَةِ الحبِّ الصِّعَابُ |
تَجاذَبَنِي مِن الظَّلْماءِ صَحبٌ |
كأطيافِ المَلَائك تستطابُ |
وَمَنْ يَرْجو الأخوةَ في سَناها |
يعاتبُ حينَ يغلبُهُ العتابُ |
خليلي لا تهادنَ مَن تُصافي |
فإن الغشَّ في الودِّ الضَّبَابُ |
ستكشفُه الطوارق بعد حينٍ |
بكشْفِ السِّرِّ تنخفِضُ الرقابُ |
تطأطأُ والأمانيَ كاذباتٌ |
و خلفَ الوَصْلِ يَرْجُمُك الغِيابُ |
وحيدًا سوف تهْضِمُكَ اللَيالي |
دَواهيها تخبِّؤُها القِرابُ |
وَ ينهشُ حُلْمَك المزعومَ غدرٌ |
وَ غابَ الشَّكِّ يكلؤُها العَذابُ |
عواديها محفزةٌ بِليلٍ |
وأنيابُ الذئابِ لَها الحِرابُ |
فَكَاشِفْ لَا تَكُنْ سَرَطَانَ جَمْعٍ |
يُدَاهِنُ ثُمَّ يَفْجَأَهُ الْتِهَابُ |
وهَيْهَاتَ الشِّفاءُ وَ قَدْ تَمَطَّى |
بِشطِّ البُرءِ يُنْتَظَرِ الذِّهَابُ |
ولا تُثْنِ عَلَى الْأَحْداثِ جَيْبًا |
كَمَا أَثْنَى الثَّعَالبُ وَ الذِّئابُ |
إذا يَطْغى الهوى في أمِّ رأيٍ |
وَ عُجْبُ المَرءِ - قَد حلَّ المصابُ |
شُحُوبُ الغايِ يُهْلِكُنَا جميعًا |
يشتِّتُنا بِذي الْأَهْواءِ - نَابُ |
إذا زلَّ الصَّديقُ فَلَا تَدَعْهُ |
وَ رَاجعْ كَمْ يداويكَ الجوابُ |
فإنْ تَقْنَعْ أَعِنْهُ عَلى سَبيلٍ |
يعاونُكَ الِإخَاءُ وَ لِاحْتسابُ |
وإلَّا فَلْتُحَاجِِجْهُ بِحقٍّ |
وَلُطْفٍ فالأصولُ لكَ الكتابُ |
لعلَّ صديقَ دَرْبِك ليسَ يدْري |
فيجذبُه لنُورِ الصِّدْقِ بَابُ |
فَمَنْ يَدري بنا نيَّاتِ صَدْرٍ |
وكم لخوالج النفس إضطرابُ |
وَعَوْدُ الخِلِّ يَحْتَاجُ اجْتِهَادًا |
وَ كَمْ عظماؤُنا لِلْحقِّ أابُوا |
وَ لَا يُلْهِي عَنِ التِّذْكِيرِ إلَّا |
تَكَبُّرُ قَدْ تَجَذَّرَ مِنْهُ صَابُ |
تَواجِدُنَا عَلَى الْأَيامِ ثقلٌ |
إذا غابَ التَّنَاصُحُ وَ الْإِيَابُ |
ووثِّقْ عُرْوَةَ الْحُبِّ اعْتِصَامًا |
سَتُبْهِرُكَ النَّتِيجَةُ والثَّوابُ |
يحبُّ اللهُ مَنْ يشتدَّ حُبًّا |
وَ ظِلَّ العَرْشِ يَمْنَحُهُ الْجَنَابُ |
فَلَا تَطْوِ على الَأشْباهِ قلبًا |
يكدِّرُ رِشْفَةَ الكأسٍ اجْتِنَابُ |
وقيدُ الودِّ عتبٌ لَا افتئاتٌ |
وَ رِهْنُ الحبِّ أَوْشَاجٌ عِذَابُ |